السماعة الذكية.. جهاز جديد يكتشف صوت الزهايمر
الترند العربي – متابعات
في تطور رائد يمكن أن يحدث ثورة في الكشف المبكر عن مرض الزهايمر، يستكشف الباحثون كيف يمكن لميكروفونات الأذن البسيطة اكتشاف العلامات التحذيرية لهذه الحالة قبل سنوات من تشخيص الأطباء.
ويعمل علماء من مدرسة التكنولوجيا العليا وجامعة دارتموث على تطوير تقنية تستمع إلى الأصوات الدقيقة التي تصدرها حركات العين داخل الأذن، الأصوات التي قد تكشف عن علامات مبكرة للتدهور المعرفي، وفقًا لـ«studyfinds».
يقول الباحث آريان شامي: «إن حركات العين رائعة لأنها من بين الحركات الأكثر سرعة ودقة في جسم الإنسان، وبالتالي فهي تعتمد على المهارات الحركية الممتازة والأداء الإدراكي».
يركز البحث، الذي تم تقديمه في الاجتماع رقم 187 للجمعية الأمريكية للصوتيات، على حركات العين اللاإرادية التي تسمى حركات العين السريعة التي تقوم بها العين أثناء مسح البيئة المحيطة.
في الأشخاص المصابين بمرض الزهايمر، وهو الشكل الأكثر شيوعًا للخرف، تصبح هذه الحركات أبطأ وأقل دقة، مما قد يوفر علامة تحذير مبكرة للمرض.
في حين أن هذه التغييرات تتطلب تقليديًا معدات باهظة الثمن لتتبع العين للكشف عنها، يعتقد فريق البحث أنهم وجدوا حلاً أبسط.
وتقول مقدمة البحث ميريام بطرس: «نحن نستخدم جهازًا يسمى (السماعة الذكية)، عبارة عن سماعة أذن مزودة بميكروفونات داخل الأذن تلتقط الإشارات الفسيولوجية من الجسم. وهدفنا هو تطوير خوارزميات مراقبة الصحة للسماعات الذكية، القادرة على المراقبة المستمرة طويلة الأمد والكشف المبكر عن الأمراض».
ويجري الباحثون حاليًا تجارب حيث يرتدي المتطوعون سماعات أذن خاصة ومعدات تتبع العين التقليدية، مما يسمح لهم بتحديد إشارات الأذن التي تتوافق مع حركات العين الطبيعية والتي قد تشير إلى مشاكل عصبية.
قد يكون هذا البحث ذا أهمية خاصة نظرًا لأن مرض الزهايمر يؤثر على أكثر من 50 مليون شخص في جميع أنحاء العالم، مع تزايد الأعداد كل عام.
ويظل الاكتشاف المبكر أحد أكبر التحديات في مكافحة المرض، حيث تتطور الأعراض غالبًا تدريجيًا على مدار سنوات عديدة قبل أن تصبح ملحوظة.
يتصور الفريق مستقبلًا حيث يمكن دمج هذه التكنولوجيا في الأجهزة اليومية مثل سماعات الأذن اللاسلكية، مما يوفر مراقبة مستمرة وغير جراحية للعلامات المبكرة للحالات العصبية.
يقول شامي: «بينما يركز المشروع الحالي على مراقبة مرض الزهايمر على المدى الطويل، فإننا نود في نهاية المطاف معالجة أمراض أخرى والقدرة على التمييز بينها على أساس الأعراض التي يمكن تتبعها من خلال الإشارات داخل الأذن».