حكاية خطأ تقني كاد يتسبب في حرب نووية
الترند العربي – متابعات
تلقى مركز قيادة الدفاع الجوي المشترك لأمريكا الشمالية “نوراد” الواقع في ولاية كولورادو فجر 9 نوفمبر 1979 ، إشارات أظهرت ما اعتقد أنها ضربة نووية صاروخية سوفيتية هائلة الحجم على الأراضي الأمريكية.
وشاهد العسكريون الأمريكيون على شاشات أجهزة رصدها 2200 رأس حربي سوفيتي منطلقة في اتجاه الولايات المتحدة، هؤلاء ظنوا أن الضربة الاستباقية السوفيتية التي كانوا يتخوفون منها قد انطلقت بالفعل.
الإنذارات بهجوم صاروخي نووي سوفيتي
الإنذارات بهجوم صاروخي نووي سوفيتي ضخم ظهرت أيضًا في المواقع المتصلة بنظام القيادة والسيطرة العسكري العالمي المعروف باسم ويميكس. هذه المنظومة كانت تعتبر العقل الإلكتروني المتطور للقوات المسلحة الأمريكية، الذي يربط المراكز الدفاعية الاستراتيجية الأمريكية البعيدة ويسترشد بيانات من الأقمار الصناعية والرادارات المحيطة.
منظومة ويميكس كانت وقتها متطورة للغاية إلى درجة أنها كانت تتمتع بسلطة آلية لإصدار أوامر من جانب واحد للتحضير للحرب، بما في ذلك رفع مستوى الاستنفار وإطلاق القاذفات الاستراتيجية في الأجواء.
ألفي صاروخ باليستي أمريكي في حالة تأهب
وتناقلت مراكز القيادة الأمريكية المختلفة البيانات عن هذا الهجوم، وجرى وضع حوالي ألفي صاروخ باليستي أمريكي في حالة تأهب، وأقلعت 10 طائرات اعتراضية في الجو.
زبيجنيو بريجنسكي مستشار الرئيس الأمريكي جيمي كارتر حينها كان أول من أُبلغ بالتحذير من الهجوم النووي الخطير.
وكتب في مذكراته التي صدرت في عام 2011 واصفًا هذا الموقف المرعب قائلًا: “إذا كان هذا صحيحًا، فسوف يتوقف وجودي في غضون نصف ساعة أنا وأحبائي وواشنطن وجزء كبير من أمريكا. أردت أن أتأكد من أننا لن نموت وحدنا”.
وذكرت تقارير وقتها أن “طائرة يوم القيامة” المخصصة للرئيس الأمريكي والقيادة العليا في حالة نشوب حرب نووية، أقلعت وطارت في الجو من دون الرئيس جيمي كارتر، لأنهم وقتها لم يعثروا عليه.
خطأ في نظام الإنذار المبكر
بعد ست دقائق من انطلاق هذا الإنذار المرعب، أبلغ بريجنسكي في المكالمة الثالثة بأن الخبراء يشتبهون في وجود خطأ ما في هذه الإنذارات. وتبين بالخصوص أن أنظمة الإنذار المبكر الأمريكية التي تقيس أدق النشاطات الزلزالية التي يتم تسجيلها في العادة عند إطلاق الصواريخ الباليستية، لم تبلغ عن أي شيء من هذا القبيل.
وأجريت عمليات فحص إضافية للمنظومة التي أطلقت التحذيرات بالهجوم النووي السوفيتي، واتضح أن الإنذار كان خاطئا، وأن السبب في ذلك يعود إلى إدخال ضابط برتبة مقدم في مركز قيادة الدفاع الجوي المشترك لأمريكا الشمالية “نوراد” برنامجًا يحاكي عملية إطلاق صواريخ سوفيتية. والمنظومة لم تميز هذه اللعبة عن الهجوم الحقيقي وأطلقت الإنذار.
في النهاية، تنفس القادة الأمريكيون الصعداء، فيما لم يصدر وقتها رد فعل رسمي سوفيتي، إلا أن معلومات أرشيف الأمن القومي الأمريكي أفادت بأن الزعيم السوفيتي ليونيد بريجنيف، بعث وقتها برسالة سرية إلى الرئيس الأمريكي جيمي كارتر أعرب فيها عن القلق بشأن الحادث، مشيرا إلى أن مثل هذه الحالات محفوفة بمخاطر كبيرة.