تطوير جهاز ورقي يمكنه الكشف عن السرطان خلال ساعة
الترند العربي – متابعات
في إنجاز علمي قد يجعل الكشف المبكر عن السرطان أكثر سهولة على مستوى العالم، طور الباحثون جهاز فحص بسيط ومنخفض التكلفة يمكنه اكتشاف عدة مؤشرات للسرطان في الدم بحساسية أعلى من الطرق الحالية.
والأكثر إثارة للإعجاب هو أن نتائج الاختبار قد تكون متاحة خلال ساعة واحدة فقط بحسب ما ذكره موقع «study finds».
يتم وصف هذا النظام المبتكر في ورقة بحثية نُشرت مؤخرًا في مجلة «Lab on a Chip»، حيث يجمع بين مواد عادية من الورق والبلاستيك لابتكار أداة تشخيصية منخفضة التكلفة وذات دقة عالية.
يعد السرطان من أكثر الأمراض فتكًا في العالم، حيث سُجلت نحو 19.31 مليون حالة جديدة و10 ملايين حالة وفاة في عام 2020.
المنصة الجديدة للاختبار، التي تُعرف باسم «PiPP»، تم تطويرها بواسطة باحثين في جامعة تكساس في إل باسو (UTEP).
يعمل الجهاز من خلال الجمع بين أفضل خصائص الورق والبلاستيك لخلق سطح اختبار هجين يمكنه الكشف عن مؤشرات متعددة للسرطان في وقت واحد.
يستخدم النظام ورق كروماتوجرافي عادي – مشابه لورق ترشيح القهوة – يتم وضعه داخل إطار بلاستيكي مصمم بدقة.
ويقول المؤلف الرئيسي، الدكتور شيوجون (جيمس) لي، أستاذ الكيمياء والكيمياء الحيوية في جامعة UTEP، في بيان صحفي: «جهاز البيوتشيب الجديد منخفض التكلفة – بضع دولارات فقط – وحساس، مما يجعل التشخيص الدقيق للأمراض في متناول الجميع، بغض النظر عن الغنى أو الفقر. إنه جهاز محمول وسريع، ويُغني عن الحاجة إلى أجهزة متخصصة».
يركز الجهاز على اكتشاف علامتين مهمتين للسرطان: المستضد السرطاني الجنيني (CEA)، المرتبط بسرطان القولون والمستقيم، والمستضد الخاص بالبروستاتا (PSA)، الذي يساعد في تشخيص سرطان البروستاتا.
تظهر هذه البروتينات بمستويات منخفضة جدًا في الدم في المراحل المبكرة من السرطان، مما يجعل اكتشافها صعبًا باستخدام الطرق التقليدية.
ما يجعل هذا الابتكار واعدًا بشكل خاص هو مزيجه بين البساطة والفعالية، وتستغرق عملية الاختبار بأكملها ساعة واحدة فقط، مقارنةً بـ 16 ساعة تحتاجها الطرق التقليدية.
ويمكن للجهاز اكتشاف هذه المؤشرات بتركيزات منخفضة جدًا – بحساسية أعلى بعشر مرات من أجهزة الاختبار التجارية الحالية. كما أنه يتطلب قطرة دم صغيرة فقط، ويمكن قراءة نتائجه باستخدام ماسح ضوئي مكتبي عادي أو كاميرا هاتف ذكي.
على الرغم من النتائج الواعدة، فإن الطريق نحو جعل هذا الجهاز متاحًا للجمهور سيستغرق بعض الوقت. يجب أن يخضع النموذج الأولي لتجارب سريرية صارمة مع مرضى حقيقيين، وهي عملية قد تستغرق عدة سنوات.
مثل جميع أجهزة التشخيص الطبي، سيتطلب الحصول على الموافقة النهائية من إدارة الغذاء والدواء قبل أن يتمكن الأطباء من استخدامه في البيئات السريرية. تعتبر هذه العملية الدقيقة للتحقق، على الرغم من استغراقها للوقت، ضرورية لضمان سلامة الجهاز وفعاليته في حالات الطب الواقعية.