الترند العربي – متابعات
انطلقت في السعودية أمس محادثات حول النزاع في أوكرانيا اعتبرتها كييف صعبة بالنظر إلى التباينات بين الدول المشاركة فيها، وذلك في إطار مسعى سياسي جديد للمملكة الراغبة في أداء دور دبلوماسي على الساحة الدولية.
وبحسب صحيفة “أخبار الخليج” قال مشاركون في الاجتماعات، التي ذكر الأوكرانيون أنها تضم ممثلين لنحو 40 دولة، بدأت في فترة بعد الظهر في مدينة جدة.
وبحسب جدول أعمال اطلعت عليه وكالة فرانس برس، من المفترض أن تتضمن الجلسات ثلاث ساعات من إلقاء البيانات من مختلف الوفود، ثم إجراء مناقشات مغلقة مدة ساعتين، وأخيرا عشاء عمل.
وقال رئيس مكتب الرئاسة الأوكرانية أندري يرماك الجمعة قبل وصوله إلى جدة لترؤس وفد بلاده «أتّوقع ألا تكون المحادثات سهلة»، مضيفا «لدينا خلافات كثيرة وسمعنا مواقف كثيرة، لكن من المهم أن نشارك أفكارنا». وتابع «مهمتنا هي توحيد العالم كله حول أوكرانيا».
وقال مكتب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الأسبوع الماضي إن الاجتماعات في جدة ستركّز على صيغة للسلام مكونة من 10 نقاط تدعو إلى الانسحاب الكامل للقوات الروسية من الأراضي الأوكرانية.
كما تطالب بالعودة إلى حدود أوكرانيا السابقة، بما في ذلك أراضي القرم التي ضمتها روسيا منذ عام 2014. وقالت موسكو التي لا تشارك في اجتماعات جدة إنّ أي مفاوضات يجب أن تأخذ في الحسبان ”الحقائق الإقليمية الجديدة”.
تأتي المحادثات في جدة في أعقاب اجتماعات أجريت في يونيو في كوبنهاجن ولم يصدر في ختامها بيان رسمي.
وبحسب مسؤول كبير في البيت الأبيض، فإن مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان يترأس وفد واشنطن في جدة.
وفي حين أن واشنطن لا تتوقع حدوث انفراجة كبيرة أو بيانات مشتركة، قال دبلوماسيون لفرانس برس إن الاجتماعات تهدف إلى إشراك مجموعة من الدول في نقاشات حول الطريق نحو السلام، لا سيما أعضاء كتلة «بريكس» مع روسيا التي تبنت موقفًا أكثر حيادا بشأن النزاع على عكس القوى الغربية.
من جهتها، تشارك الصين في محادثات جدة من خلال مبعوثها إلى أوكرانيا لي هوي، وقد أبدت بكين تصميمها على «مواصلة أداء دور بناء من أجل تسوية سياسية للأزمة الأوكرانية».
كما أرسلت الهند وجنوب إفريقيا مسؤولين إلى جدة، في حين قالت وسائل إعلام برازيلية إن المستشار الخاص للشؤون الدولية للرئيس لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، تسيلسو أموريم، سيشارك عبر الفيديو.
ورأى المحلل السعودي علي الشهابي أن “هذه المحادثات هي مثال رئيسي على نجاح استراتيجية السعودية المتعددة الأقطاب في الحفاظ على علاقات قوية مع أوكرانيا وروسيا والصين”..