الترند العربي – متابعات
شهد التاريخ في مراحله المتعددة الكثير من الشخصيات والقادة المسلمين البارزين، الذين قدّموا إسهامات عديدة، وأثروا في حياة المسلمين حتى وقتنا الحاضر.
“الحسن بن علي بن أبي طالب”، الذي وُلد في 15 رمضان 3 هــ، هو أول أسباط رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ووصفه بأنه “سيد شباب أهل الجنة”؛ فقال: «الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة»، وكنيته أبو محمد.
أبوه علي بن أبي طالب، ابن عم النبي محمد -صلى الله عليه وسلم-، ورابع الخلفاء الراشدين، وأمه هي السيدة فاطمة بنت محمد -صلى الله عليه وسلم-. وقد كان -رضي الله عنه- أشبه الناس بالنبي -صلى الله عليه وسلم-.
وقد أدرك الحسين من حياة النبي ﷺ خمس سنين أو نحوها، وروى عنه أحاديث عدة.
وكان رسول الله ﷺ يحب الحسن والحسين، ويكرمهما، وكان يُظهر من محبتهما والحنو عليهما، ثم كان الصديق يُكرمه ويعظمه، وكذلك عمر وعثمان.
وصحب أباه، وروى عنه، وكان معه في غزواته.
ونشأ الحسين بن علي -رضى الله عنهما- منذ نعومة أظفاره على الأخلاق الحميدة والعلم النافع الذي كان يتلقاه في المسجد النبوي، فكان كثير العبادات والطاعات، حتى رُوي أنه حج خمسًا وعشرين مرة، وكان محسنًا للفقراء والمساكين.
وقد نقل الإمام الطبراني في كتاب مكارم الأخلاق أن زوجة الحسين بن علي بعثت له في أحد الأيام تُعلمه بأنها صنعت له طعامًا وطيبًا، وتُخبره بأن يُحضر من شاء إلى ذلك الطعام، فدخل الحسين بن علي -رضي الله عنه- إلى المسجد وجمع المساكين، وذهب بهم.
ومن المواقف التي تدل على تواضع الحسين -رضي الله عنه- وعطفه على المساكين ما رُوي عنه أنه مرَّ في أحد الأيام راكبًا على مساكين يأكلون الخبز، فسلّم عليهم، فدعوه للطعام، فقرأ قول الله تعالى: {لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَادًا}، ثم نزل فأكل معهم، ثم قال لهم (قد أجبتكم فأجيبوني)، فذهبوا معه إلى منزله حيث أطعمهم وكساهم.