هدف بالخطأ يهز أفريقيا… السودان يعود من الغياب ويصنع التأهل التاريخي
الترند العربي – متابعات
عاد منتخب السودان بقوة إلى واجهة كرة القدم الأفريقية، وكتب فصلًا جديدًا في تاريخه القاري، بعدما حجز بطاقة التأهل إلى دور الـ16 من بطولة كأس الأمم الأفريقية 2025، مستفيدًا من تداخل النتائج، ومن هدف قاتل جاء بنيران صديقة، أعاد «صقور الجديان» إلى الأدوار الإقصائية بعد غياب دام أكثر من عقد.
التأهل لم يكن عاديًا، ولم يأتِ عبر فوز ساحق أو أداء استعراضي، بل عبر سيناريو معقد اختلطت فيه الحسابات، وتعادلت فيه بعض القوى التقليدية، وسقطت منتخبات مرشحة، ليجد السودان نفسه فجأة في قلب المشهد، محققًا واحدة من أكثر قصص البطولة إثارة حتى الآن.

تأهل محسوم قبل الجولة الأخيرة
ضمن منتخب السودان تأهله رسميًا إلى دور الـ16 قبل خوض مباراته الأخيرة في دور المجموعات أمام بوركينا فاسو، لتتحول المواجهة المقررة يوم الثلاثاء 31 ديسمبر على مركب محمد الخامس بالدار البيضاء إلى مباراة ترتيبية، لا تحدد التأهل بقدر ما ترسم ملامح المركزين الثاني والثالث في المجموعة الخامسة.
وجاء هذا التأهل بعد أن صبت نتائج الجولة الثالثة والأخيرة في مصلحة صقور الجديان، بخسارة منتخبي زامبيا وزمبابوي أمام المغرب وجنوب أفريقيا، إلى جانب تعادل مصر مع أنغولا، ومالي مع جزر القمر، وهي نتائج أطاحت بأربعة منتخبات دفعة واحدة، وفتحت الباب أمام السودان للعبور التاريخي.
فوز ثمين يغيّر الحسابات
الفوز الذي حققه السودان على غينيا الاستوائية بهدف دون رد كان حجر الأساس في هذا الإنجاز، إذ منح المنتخب ثلاث نقاط ثمينة، ورفع رصيده إلى مستوى سمح له بالاستفادة من تعثر الآخرين، ليحجز بطاقة العبور إلى الدور الثاني.
ذلك الانتصار لم يكن مجرد فوز في مباراة، بل كان تتويجًا لصبر طويل، وعمل تراكمي، ومحاولة جادة لإعادة المنتخب إلى موقعه الطبيعي بين كبار القارة.

نيران صديقة تصنع الفارق
الهدف الذي حمل السودان إلى دور الـ16 جاء بطريقة غير متوقعة، بعدما هز أحد مدافعي غينيا الاستوائية شباك فريقه عن طريق الخطأ، ليمنح صقور الجديان أول أهدافهم في نسخة 2025 من البطولة، وأحد أغلى الأهداف في تاريخ المنتخب الحديث.
هذا الهدف لم يكتفِ بحسم المباراة، بل أعاد السودان إلى الأدوار الإقصائية لأول مرة منذ نسخة 2012، حين بلغ ثمن النهائي قبل أن يغيب طويلًا عن هذا الدور.
عودة بعد 13 عامًا من الغياب
يمثل هذا التأهل نهاية لغياب دام 13 عامًا عن دور الـ16 في كأس الأمم الأفريقية، وهو غياب أثقل كاهل الكرة السودانية، وأبعدها عن الأضواء القارية، في ظل ظروف رياضية وإدارية معقدة.
العودة في نسخة 2025 تحمل دلالات كبيرة، ليس فقط من حيث النتيجة، بل من حيث الرسالة، بأن السودان لا يزال حاضرًا، وقادرًا على المنافسة، مهما طال الغياب.

بخيت خميس… قائد اللحظة الصعبة
قاد القائد بخيت خميس زملاءه في واحدة من أصعب مراحل البطولة، واضطلع بدور محوري داخل الملعب، سواء من حيث التنظيم الدفاعي، أو بث الروح القتالية، أو إدارة تفاصيل المباراة الحاسمة أمام غينيا الاستوائية.
وجود قائد بهذه الخبرة ساعد المنتخب على الحفاظ على توازنه في لحظات الضغط، وعبور المرحلة الأولى بأقل الأخطاء الممكنة.
مباراة بوركينا فاسو… صراع الوصافة
بعد حسم التأهل، تتجه الأنظار إلى مواجهة السودان وبوركينا فاسو، التي ستحدد هوية وصيف المجموعة الخامسة، خلف المنتخب الجزائري الذي ضمن الصدارة برصيد 6 نقاط.
الفوز في هذه المباراة سيمنح السودان مركزًا أفضل في جدول البطولة، وقد يؤثر على هوية المنافس في دور الـ16، وهو ما يمنح اللقاء أهمية إضافية رغم كونه تحصيليًا من حيث التأهل.
توقيت موحّد وضغط متبادل
تُقام مباراة السودان وبوركينا فاسو في التوقيت نفسه مع مواجهة الجزائر وغينيا الاستوائية، ما يضفي طابعًا تنافسيًا إضافيًا على الجولة الأخيرة، ويجعل حسابات الترتيب مفتوحة حتى صافرة النهاية.
طموح يتجاوز التأهل
لا يكتفي صقور الجديان بمجرد الوصول إلى دور الـ16، بل يتطلعون إلى تحقيق فوزهم الثاني في البطولة، وتقديم صورة مشرفة في الأدوار الإقصائية، تعكس تطور المنتخب وقدرته على مقارعة منتخبات أكثر خبرة.
الجهاز الفني يدرك صعوبة المرحلة المقبلة، لكنه يراهن على الروح الجماعية، والانضباط التكتيكي، والاستفادة من زخم التأهل.
السودان والكرة الأفريقية… علاقة قديمة
لطالما كان السودان أحد الأسماء التاريخية في كرة القدم الأفريقية، إذ شارك في النسخة الأولى من كأس الأمم الأفريقية، وتُوّج باللقب عام 1970، غير أن السنوات الأخيرة شهدت تراجعًا في الحضور القاري.
التأهل في نسخة 2025 يعيد التذكير بهذا التاريخ، ويفتح الباب أمام استعادة جزء من المكانة المفقودة.
انعكاسات التأهل على الشارع الرياضي
أثار تأهل السودان حالة من الفرح والاهتمام في الأوساط الرياضية، واعتُبر بمثابة جرعة أمل لجماهير طال انتظارها لعودة المنتخب إلى المنافسة القارية الجادة.
كما يُنتظر أن ينعكس هذا الإنجاز على دعم المنتخب مستقبلًا، سواء من حيث الاهتمام الإعلامي، أو الدعم المؤسسي، أو اكتشاف مواهب جديدة.
التحدي الحقيقي يبدأ الآن
مع الدخول إلى الأدوار الإقصائية، تتغير طبيعة البطولة، وتصبح التفاصيل الصغيرة حاسمة، وهو ما يتطلب تركيزًا مضاعفًا، وقدرة على التعامل مع الضغط، خاصة أمام منتخبات تملك خبرة أكبر في هذا النوع من المباريات.
قراءة فنية للأداء
اعتمد السودان خلال دور المجموعات على التنظيم الدفاعي الصارم، واللعب على المرتدات، وتقليل المساحات، وهي مقاربة واقعية مكّنته من تحقيق هدفه الأساسي، وهو التأهل.
التطوير الهجومي يبقى أحد الملفات المفتوحة، خاصة مع الحاجة إلى التسجيل في الأدوار المقبلة.
رسالة إلى المنافسين
بتأهله إلى دور الـ16، يبعث السودان برسالة واضحة مفادها أنه ليس مجرد ضيف عابر، وأنه قادر على إرباك الحسابات، وفرض نفسه كخصم صعب، حتى في مواجهة المنتخبات المرشحة.
الخلاصة
بين هدف جاء بنيران صديقة، ونتائج متداخلة، وإصرار جماعي، عاد السودان إلى الواجهة الأفريقية، وكتب واحدة من أكثر قصص كأس الأمم الأفريقية 2025 إثارة. التأهل تحقق، لكن الطموح لم ينتهِ، وما سيأتي قد يحمل مفاجآت أكبر.
كيف تأهل منتخب السودان إلى دور الـ16؟
تأهل بعد فوزه على غينيا الاستوائية، واستفادته من خسارة وتعادل عدة منتخبات في الجولة الأخيرة.
من صاحب الهدف الحاسم للسودان؟
جاء الهدف بنيران صديقة من أحد لاعبي غينيا الاستوائية.
متى آخر مرة بلغ السودان دور الـ16؟
في نسخة كأس الأمم الأفريقية 2012.
هل مباراة بوركينا فاسو مؤثرة؟
نعم، لتحديد وصيف المجموعة الخامسة.
ما طموح السودان في الأدوار المقبلة؟
تحقيق نتائج إيجابية ومواصلة المشوار بأبعد مدى ممكن.
اقرأ أيضًا: أوليسي يكتسح 2025 رقميًا… نجم بايرن ميونخ يقلب سوق النجوم رأسًا على عقب


