محرز يصنع الفارق.. الجزائر تعبر بوركينا فاسو وتؤكد حضورها القاري
الترند العربي – متابعات
دخل منتخب الجزائر بطولة كأس الأمم الأفريقية 2025 بثقة كبيرة تعكس تاريخه القاري وطموحاته المتجددة، ومع الجولة الثانية من دور المجموعات، وجّه “محاربو الصحراء” رسالة واضحة إلى بقية المنافسين، مفادها أن المنتخب الجزائري جاء للمنافسة لا للمشاركة، بعدما حسم تأهله مبكرًا إلى الدور ثمن النهائي عقب فوزه الصعب والمهم على منتخب بوركينا فاسو بهدف دون مقابل.
الانتصار الذي تحقق على أرضية ملعب “مولاي الحسن” في العاصمة المغربية الرباط، لم يكن مجرد ثلاث نقاط إضافية، بل محطة مفصلية أكدت صلابة المنتخب الجزائري، وقدرته على إدارة المباريات الكبيرة، وتحقيق النتائج تحت الضغط، في بطولة لا تعترف إلا بالجاهزية الذهنية والفنية.
شهد اللقاء أجواء تنافسية عالية، عكست قيمة المنتخبين، غير أن الكلمة الأخيرة كانت لخبرة الجزائر ونجمها الأول رياض محرز، الذي حمل على عاتقه مسؤولية الحسم، وقاد فريقه إلى فوز ثمين وضعه في صدارة المجموعة الخامسة بالعلامة الكاملة.
دخل المنتخب الجزائري المباراة وهو يدرك أن الفوز سيعني التأهل المبكر وتخفيف الضغوط قبل الجولة الأخيرة، بينما خاضت بوركينا فاسو المواجهة بشعار لا بديل عن النقاط، ما منح اللقاء طابعًا تكتيكيًا وحذرًا في أغلب فتراته.

هدف مبكر رسم ملامح المواجهة
لم ينتظر المنتخب الجزائري طويلًا لفرض إيقاعه، حيث نجح في الوصول إلى مرمى بوركينا فاسو مبكرًا، مستثمرًا حالة الاندفاع والتركيز العالي منذ الدقائق الأولى.
وجاء هدف المباراة الوحيد عن طريق القائد رياض محرز، الذي ترجم ركلة جزاء بنجاح في الدقيقة الثالثة والعشرين، بعدما أظهر هدوءًا وثقة كبيرة أمام حارس المرمى، ليضع الكرة في الشباك ويمنح منتخب بلاده أفضلية مبكرة أربكت حسابات المنافس.
الهدف المبكر لم يكن مجرد تقدم في النتيجة، بل نقطة تحول نفسية، إذ أجبر بوركينا فاسو على الخروج من مناطقه والبحث عن التعديل، وهو ما فتح مساحات حاول الجزائريون استغلالها عبر الهجمات المرتدة والتحولات السريعة.

محرز.. القائد الذي لا يخذل
مرة أخرى، أكد رياض محرز قيمته الفنية والقيادية داخل المنتخب الجزائري، حيث لم يكتفِ بدوره الهجومي المعتاد، بل لعب دور القائد داخل الملعب، موجهًا زملاءه، ومساهمًا في ضبط الإيقاع خلال فترات الضغط.
رفع محرز رصيده إلى ثلاثة أهداف في البطولة، متربعًا على صدارة هدافي المسابقة حتى الآن، في مؤشر واضح على استعادته لحساسيته التهديفية في البطولات الكبرى، وقدرته على صناعة الفارق في اللحظات الحاسمة.
أداء محرز يعكس خبرته الطويلة في الملاعب الأوروبية، وقدرته على التعامل مع المباريات الإقصائية ذهنيًا، وهي عناصر يحتاجها أي منتخب يطمح للذهاب بعيدًا في بطولة قارية بحجم كأس الأمم الأفريقية.

انضباط تكتيكي وحذر محسوب
بعد تسجيل الهدف، لم يندفع المنتخب الجزائري بشكل مبالغ فيه، بل فضّل اللعب بتنظيم دفاعي محكم، مع الاعتماد على التحولات السريعة واستغلال أخطاء المنافس.
ظهر الخط الخلفي للجزائر بانضباط واضح، مع تقارب الخطوط، وإغلاق المساحات أمام لاعبي بوركينا فاسو، الذين حاولوا الاعتماد على الكرات العرضية والتسديد من خارج المنطقة، دون أن ينجحوا في تهديد حقيقي لمرمى الجزائر.
هذا الانضباط يعكس تطورًا ملحوظًا في أداء “محاربي الصحراء”، مقارنة بفترات سابقة كانت تشهد تذبذبًا دفاعيًا في بعض المباريات الحاسمة.

بوركينا فاسو ومحاولات العودة
منتخب بوركينا فاسو لم يكن خصمًا سهلًا، إذ حاول العودة في النتيجة عبر الضغط في وسط الملعب، والاعتماد على القوة البدنية والسرعة في الأطراف.
ورغم بعض المحاولات الخطيرة، إلا أن غياب اللمسة الأخيرة، وتألق الدفاع الجزائري، حال دون ترجمة الفرص إلى أهداف، ما زاد من توتر لاعبي بوركينا فاسو مع مرور الوقت.
المباراة كشفت عن صعوبة المواجهات في هذه النسخة من البطولة، حيث لم تعد هناك منتخبات سهلة، وأصبحت التفاصيل الصغيرة هي من تحسم النتائج.
ست نقاط وعلامة كاملة
بهذا الفوز، رفع منتخب الجزائر رصيده إلى ست نقاط من مباراتين، متصدرًا المجموعة الخامسة بالعلامة الكاملة، ومحققًا التأهل المبكر إلى الدور ثمن النهائي، قبل الجولة الأخيرة من دور المجموعات.
في المقابل، تجمد رصيد بوركينا فاسو عند ثلاث نقاط، ليبقى صراع التأهل مفتوحًا في الجولة الأخيرة، وسط حسابات معقدة قد تحسم بفارق الأهداف.
العلامة الكاملة التي حصدها المنتخب الجزائري تعكس جاهزيته الذهنية والفنية، وتمنحه أفضلية معنوية كبيرة قبل دخول الأدوار الإقصائية.

بداية قوية تؤكد الطموحات
كان المنتخب الجزائري قد استهل مشواره في البطولة بفوز مقنع على منتخب السودان بثلاثة أهداف دون رد، في مباراة أظهر خلالها تنوعًا هجوميًا وتنظيمًا دفاعيًا جيدًا.
ذلك الانتصار منح “محاربي الصحراء” دفعة معنوية مهمة قبل مواجهة بوركينا فاسو، وساعد في بناء ثقة الجماهير والجهاز الفني بقدرة الفريق على الذهاب بعيدًا في المنافسة.
الانتصاران المتتاليان وضعا الجزائر ضمن قائمة المنتخبات المرشحة بقوة للذهاب إلى الأدوار المتقدمة، خاصة مع توازن الأداء بين الدفاع والهجوم.
المدرب وإدارة التفاصيل
يحسب للجهاز الفني للمنتخب الجزائري حسن قراءة المباريات، وإدارة التفاصيل الصغيرة التي تصنع الفارق في البطولات الكبرى.
المدرب نجح في التعامل مع اختلاف أساليب المنافسين، حيث ظهر المنتخب بشكل هجومي أمام السودان، وبأسلوب أكثر تحفظًا وانضباطًا أمام بوركينا فاسو، ما يعكس مرونة تكتيكية مطلوبة في مثل هذه البطولات.
هذا التنوع يمنح المنتخب الجزائري حلولًا متعددة، ويقلل من فرص مفاجأته في الأدوار المقبلة.
توازن الخبرة والطموح
يمتاز منتخب الجزائر في هذه النسخة بمزيج متوازن من اللاعبين أصحاب الخبرة الدولية، والعناصر الشابة الطامحة لإثبات الذات، وهو عامل مهم في البطولات القارية.
الخبرة تمنح الفريق الهدوء في اللحظات الصعبة، فيما يضيف الشباب الحيوية والسرعة، ما يخلق توليفة قادرة على مجاراة مختلف المنتخبات.
هذا التوازن بدا واضحًا في مباراة بوركينا فاسو، حيث لعبت الخبرة دورًا حاسمًا في الحفاظ على التقدم حتى صافرة النهاية.
رسالة مبكرة للمنافسين
التأهل المبكر للجزائر يحمل رسالة واضحة لبقية المنتخبات، مفادها أن “محاربي الصحراء” عازمون على المنافسة بقوة على اللقب، وعدم الاكتفاء بالوصول إلى أدوار متقدمة فقط.
هذه الرسالة قد تزيد من الضغط على المنافسين، لكنها في الوقت ذاته تضع المنتخب الجزائري تحت مجهر التوقعات، ما يتطلب منه الحفاظ على التركيز وتجنب الوقوع في فخ الثقة الزائدة.
الجولة الأخيرة وفرصة التدوير
بعد ضمان التأهل، تفتح الجولة الأخيرة من دور المجموعات المجال أمام الجهاز الفني لإجراء بعض التعديلات، سواء لإراحة بعض العناصر الأساسية، أو منح الفرصة للاعبين آخرين لاكتساب حساسية المباريات.
هذا الأمر قد يكون حاسمًا في الحفاظ على جاهزية الفريق بدنيًا، خصوصًا مع تقارب مواعيد المباريات في الأدوار الإقصائية.
غير أن أي تدوير محتمل يجب أن يتم بحذر، لضمان الحفاظ على إيقاع الفريق وعدم فقدان الانسجام.
الجماهير ودورها المعنوي
يحظى المنتخب الجزائري بدعم جماهيري كبير في هذه النسخة، حيث تواجدت الجماهير بأعداد لافتة في المدرجات، ما منح اللاعبين دفعة معنوية إضافية.
هذا الدعم يعكس ارتباط الجماهير بمنتخبها، وتطلعاتها لرؤية “محاربي الصحراء” يعودون إلى منصات التتويج القارية.
طريق طويل نحو اللقب
ورغم البداية القوية، يدرك الجهاز الفني واللاعبون أن الطريق نحو اللقب لا يزال طويلًا، وأن الأدوار الإقصائية تحمل تحديات مختلفة، حيث لا مجال للتعويض.
المباريات المقبلة ستتطلب أعلى درجات التركيز، واستغلال الفرص، والحد من الأخطاء، خصوصًا أمام منتخبات تمتلك خبرة قارية وطموحات مماثلة.
أمم أفريقيا 2025.. بطولة التفاصيل
نسخة 2025 من كأس الأمم الأفريقية تبدو حتى الآن بطولة التفاصيل الدقيقة، حيث تحسم المباريات غالبًا بفارق هدف واحد، أو بلحظات فردية حاسمة.
هذا الواقع يعزز أهمية اللاعبين القادرين على صناعة الفارق، مثل رياض محرز، ويبرز قيمة التنظيم والانضباط التكتيكي.
الجزائر بين الماضي والحاضر
يحمل المنتخب الجزائري إرثًا قاريًا مهمًا، ويطمح لإضافة إنجاز جديد إلى تاريخه، مستفيدًا من جيل يمتلك الخبرة والطموح معًا.
الانتصار على بوركينا فاسو يعكس نضج هذا الجيل، وقدرته على التعامل مع الضغوط، وهي عناصر أساسية لأي منتخب يسعى للذهاب بعيدًا.
ثقة متصاعدة وطموح مشروع
مع كل مباراة، تتصاعد ثقة اللاعبين بأنفسهم، وتتزايد طموحات الجماهير، غير أن التحدي الأكبر يكمن في الحفاظ على هذا التوازن بين الثقة والحذر.
الجهاز الفني مطالب بإدارة هذه المرحلة بعناية، لضمان استمرار الأداء التصاعدي دون الوقوع في فخ التراخي.
محاربو الصحراء.. هوية لا تتغير
ما يميز المنتخب الجزائري عبر تاريخه هو هويته القتالية وروحه العالية، وهي سمات ظهرت بوضوح في مواجهة بوركينا فاسو، حيث قاتل اللاعبون حتى الدقيقة الأخيرة للحفاظ على التقدم.
هذه الهوية تمثل أحد أهم أسلحة الجزائر في البطولات القارية، وتمنحها أفضلية في المباريات المغلقة.
نظرة إلى الدور المقبل
بانتظار معرفة هوية الخصم في الدور ثمن النهائي، تبدو الجزائر مستعدة لمواجهة أي منتخب، مع إدراك تام بأن كل مباراة ستكون اختبارًا مختلفًا.
التحضير الذهني والبدني سيكون العامل الحاسم في تحديد مسار “محاربي الصحراء” في الأدوار المقبلة.
خلاصة المشهد
فوز الجزائر على بوركينا فاسو لم يكن مجرد انتصار عابر، بل خطوة واثقة في مشوار طويل نحو اللقب، تؤكد أن المنتخب الجزائري يمتلك الأدوات اللازمة للمنافسة، إذا ما واصل العمل بالتركيز والانضباط ذاتهما.
كيف تأهل منتخب الجزائر إلى ثمن النهائي؟
بتحقيق فوزين متتاليين في دور المجموعات، على السودان وبوركينا فاسو، ليحصد ست نقاط كاملة.
من سجل هدف الفوز أمام بوركينا فاسو؟
سجل الهدف النجم رياض محرز من ركلة جزاء في الدقيقة 23.
كم رصيد الجزائر في المجموعة الخامسة؟
ست نقاط في صدارة المجموعة بالعلامة الكاملة.
ما أهمية هذا الفوز للجزائر؟
ضمن التأهل المبكر، ومنح الفريق أفضلية معنوية قبل الأدوار الإقصائية.
هل يُعد منتخب الجزائر من المرشحين للقب؟
نعم، بالنظر إلى الأداء المتوازن والخبرة والطموح، يُعد من أبرز المرشحين للمنافسة على اللقب.
اقرأ أيضًا: العلاقات العامة السعودية في قلب التحول العالمي.. سوق صاعد يعيد تعريف الاتصال المؤسسي


