كيف تحولت «قفز السعودية» إلى واحدة من أقوى بطولات قفز الحواجز عالميًا؟
الترند العربي – متابعات
لم تعد بطولة «قفز السعودية» لقفز الحواجز مجرد حدث رياضي موسمي، بل تحولت خلال خمسة أعوام فقط إلى مشروع وطني متكامل أعاد تعريف الفروسية في المنطقة، ونقلها من منافسات نخبوية محدودة إلى صناعة رياضية واقتصادية وثقافية ذات حضور عالمي. فمنذ انطلاق نسختها الأولى عام 2021، نجحت البطولة في ترسيخ موقعها كإحدى أهم المحطات الدولية المعتمدة، وجولة رسمية ضمن الدوري العربي للفروسية المؤهل لنهائيات كأس العالم لقفز الحواجز والترويض، لتصبح علامة فارقة في مسار تطور الرياضة السعودية.
من بطولة محلية إلى منصة عالمية
عند إطلاق النسخة الأولى من «قفز السعودية»، كان الهدف المعلن هو توفير بيئة تنافسية عالية المستوى للفرسان السعوديين، وفتح الباب أمام الاحتكاك المباشر مع مدارس الفروسية العالمية. لكن الطموح تجاوز هذا الإطار سريعًا، مع العمل وفق استراتيجية واضحة يقودها الاتحاد السعودي للفروسية، ركزت على رفع جودة التنظيم، واستقطاب نخبة الفرسان الدوليين، وتطبيق أعلى معايير الاتحاد الدولي للفروسية (FEI).
وخلال فترة زمنية قصيرة، انتقلت البطولة من منافسات إقليمية إلى حدث دولي فئة (5 نجوم)، وهو أعلى تصنيف تمنحه الـFEI، ما جعل «قفز السعودية» محطة أساسية في روزنامة الفروسية العالمية، ووجهة مفضلة للفرسان الباحثين عن نقاط التأهل إلى نهائيات كأس العالم.

فئة الخمس نجوم.. اعتراف دولي بمكانة البطولة
الوصول إلى فئة (5 نجوم) لم يكن مجرد تصنيف شرفي، بل شهادة دولية على مستوى التنظيم والبنية التحتية وجودة المنافسات. هذا التصنيف وضع «قفز السعودية» في مصاف بطولات عريقة في أوروبا وأميركا، وفرض عليها التزامًا صارمًا بمعايير السلامة، والتحكيم، وتجهيزات الميدان، والخدمات اللوجستية المصاحبة.
وبفضل هذا التصنيف، أصبحت البطولة محطة حاسمة لحصد النقاط المؤهلة لنهائيات كأس العالم لقفز الحواجز والترويض، ما منح أشواطها طابعًا تنافسيًا عاليًا، وجعل كل مشاركة فيها فرصة حقيقية للتقدم في التصنيف الدولي.

خمسة أعوام.. قفزة نوعية في كل الأرقام
الأرقام وحدها تعكس حجم التحول الذي شهدته البطولة خلال خمس نسخ. ففي النسخة الأولى، شارك 121 فارسًا، بينما ارتفع العدد في النسخة الخامسة إلى 193 فارسًا وفارسة، يمثلون أكثر من 30 دولة من مختلف قارات العالم. هذا النمو السريع يؤكد الثقة الدولية المتزايدة في البطولة، وقدرتها على استقطاب نخبة الفرسان والخيول المصنفة عالميًا.
كما شهدت البطولة ارتفاعًا ملحوظًا في عدد الأشواط، وقيمة الجوائز، ومستوى التنافس، إلى جانب تنوع الفئات العمرية، ما أسهم في بناء قاعدة عريضة من المواهب السعودية الشابة، التي وجدت في «قفز السعودية» منصة حقيقية لإثبات الذات.

ميدان «قفز السعودية».. بنية تحتية بمعايير عالمية
أحد أبرز عناصر نجاح البطولة يتمثل في ميدان «قفز السعودية» بالجنادرية، الذي يُصنّف اليوم كأحد أفضل ميادين قفز الحواجز في الشرق الأوسط. فقد صُممت أرضية الميدان بعناية فائقة، باستخدام تربة خاصة تحمي سلامة الخيول، خصوصًا في المنافسات عالية الارتفاع والسرعة.
ولا تقتصر التميز على أرضية الميدان فحسب، بل تشمل منظومة متكاملة من الإسطبلات المكيّفة، ومناطق الإحماء، ومسارات الحركة، والخدمات الطبية والبيطرية، التي تضاهي ما هو معمول به في أعرق البطولات الأوروبية. ويُدار هذا الميدان بكوادر سعودية شابة، أثبتت كفاءتها في إدارة أحداث دولية معقدة بسلاسة واحترافية.
تمكين الفرسان السعوديين.. من المشاركة إلى المنافسة
منذ النسخة الأولى، كان تمكين الفارس السعودي أحد الأهداف الرئيسية للبطولة. فبدل الاكتفاء بالمشاركة الرمزية، وفرت «قفز السعودية» للفرسان المحليين فرصة الاحتكاك المباشر مع أبطال العالم، ضمن منافسات حقيقية على أعلى المستويات.
هذا الاحتكاك أسهم في رفع المستوى الفني للفرسان السعوديين، وظهر أثره في تحسن نتائجهم الدولية، وزيادة حضورهم في البطولات الخارجية. كما أتاح للجيل الشاب رؤية واقعية لمتطلبات المنافسة العالمية، من حيث الإعداد البدني، والتقني، والذهني، وإدارة الخيل.
الفروسية كصناعة.. ما بعد المنافسات
أحد أهم التحولات التي قادتها «قفز السعودية» هو نقل الفروسية من كونها رياضة تنافسية فقط، إلى صناعة متكاملة تشمل الاقتصاد، والسياحة، والترفيه، والثقافة. فالحدث لم يعد محصورًا داخل الميدان، بل امتد إلى مناطق الفعاليات المصاحبة، التي تجمع بين التراث السعودي الأصيل والفروسية الحديثة.
وتضم هذه المناطق أنشطة جماهيرية، ومعارض، ومطاعم، وعلامات تجارية راقية، ما جعل البطولة وجهة سياحية ورياضية في قلب الرياض، تستقطب العائلات والزوار، وليس فقط المهتمين برياضة قفز الحواجز.
التجربة الجماهيرية.. نموذج مختلف في الفعاليات الرياضية
تميّزت «قفز السعودية» بتقديم تجربة جماهيرية مختلفة عن النمط التقليدي للبطولات الرياضية. فالجمهور لا يكتفي بمشاهدة الأشواط، بل يعيش تجربة متكاملة، تبدأ من دخول الميدان، مرورًا بالفعاليات الثقافية والتراثية، وصولًا إلى العروض الترفيهية المصاحبة.
هذا الدمج بين الفروسية والتراث والثقافة عزز من ارتباط الجمهور بالبطولة، وخلق هوية خاصة لها، جعلتها حدثًا منتظرًا سنويًا، ومناسبة اجتماعية بقدر ما هي رياضية.
شهادات دولية.. إشادة من فرسان العالم
لم تتوقف الإشادات عند الأرقام، بل عبّر العديد من الفرسان الدوليين المشاركين عن إعجابهم بمستوى التنظيم وجودة الميدان، معتبرين «قفز السعودية» من أفضل المحطات في روزنامة الموسم. هذه الشهادات الدولية أسهمت في تعزيز سمعة البطولة، وجعلت منها محطة مفضلة لكبار الأسماء في عالم قفز الحواجز.
رؤية مستقبلية.. طموحات تتجاوز الخمس سنوات
بعد خمسة أعوام من النجاح المتصاعد، تتطلع «قفز السعودية» إلى آفاق أوسع، من خلال توسيع قاعدة المشاركة، واستقطاب المزيد من البطولات الدولية، وتعزيز الاستثمار في المواهب الوطنية، بما يتماشى مع مستهدفات رؤية السعودية 2030، التي تضع الرياضة كأحد محركات جودة الحياة والتنمية الاقتصادية.
ويرى القائمون على البطولة أن القادم يحمل فرصًا أكبر، سواء على مستوى استضافة أحداث عالمية إضافية، أو تطوير برامج اكتشاف المواهب، أو تعزيز الشراكات الدولية، بما يرسخ مكانة المملكة كوجهة عالمية لرياضة الفروسية.
قفز السعودية.. أكثر من بطولة
في المحصلة، لم تعد «قفز السعودية» مجرد بطولة لقفز الحواجز، بل مشروع وطني أعاد رسم ملامح الفروسية في المنطقة، وقدم نموذجًا لكيفية تحويل الرياضة إلى صناعة عالمية، تجمع بين التنافس، والاحتراف، والثقافة، والاقتصاد. وخلال خمسة أعوام فقط، استطاعت أن تقف بثبات بين أكبر البطولات الدولية، واضعة المملكة في قلب خريطة الفروسية العالمية.
ما هي بطولة «قفز السعودية»؟
بطولة دولية لقفز الحواجز ينظمها الاتحاد السعودي للفروسية، وتُعد جولة رسمية ضمن الدوري العربي المؤهل لنهائيات كأس العالم لقفز الحواجز والترويض.
متى انطلقت بطولة «قفز السعودية»؟
انطلقت النسخة الأولى من البطولة عام 2021، وأقيمت خمس نسخ متتالية حتى الآن.
ما أهمية تصنيف فئة (5 نجوم)؟
فئة (5 نجوم) هي أعلى تصنيف يمنحه الاتحاد الدولي للفروسية (FEI)، ويعكس أعلى مستويات التنظيم والمنافسة والبنية التحتية.
أين يُقام ميدان «قفز السعودية»؟
يُقام في مقر «قفز السعودية» بالجنادرية في الرياض، ويُعد من أفضل ميادين قفز الحواجز في الشرق الأوسط.
كم عدد الدول المشاركة في البطولة؟
شارك في البطولة فرسان من أكثر من 30 دولة حول العالم خلال خمس نسخ.
كيف تسهم البطولة في دعم الفرسان السعوديين؟
توفر لهم فرصة الاحتكاك المباشر مع أبطال العالم، والمنافسة على أعلى المستويات، وحصد نقاط دولية مؤهلة لكأس العالم.
هل تمثل «قفز السعودية» حدثًا جماهيريًا؟
نعم، إذ تقدم تجربة متكاملة تجمع بين المنافسات الرياضية والفعاليات الثقافية والتراثية والترفيهية.
ما علاقة البطولة برؤية السعودية 2030؟
تنسجم البطولة مع مستهدفات الرؤية في تطوير القطاع الرياضي، وتعزيز جودة الحياة، وتحويل الرياضة إلى صناعة اقتصادية مستدامة.
ما الذي يميز «قفز السعودية» عن غيرها من البطولات؟
تميزها يكمن في الجمع بين أعلى تصنيف دولي، وبنية تحتية متقدمة، وتجربة جماهيرية فريدة، وتمكين حقيقي للمواهب الوطنية.
اقرأ أيضًا: كارثة صحية صامتة في غزة.. 1500 طفل و42% من الحوامل على حافة الموت


