رياضة

من الرباط إلى حلم اللقب.. المغرب يفتتح كأس الأمم الإفريقية بثنائية تؤكد الجاهزية

الترند العربي – متابعات

دشّن منتخب المغرب مشواره في النسخة الخامسة والثلاثين من بطولة كأس الأمم الإفريقية بأداء متزن وانتصار محسوب، بعدما تفوق على منتخب جزر القمر بهدفين دون مقابل، في المباراة الافتتاحية التي احتضنها ملعب الأمير مولاي عبد الله في العاصمة الرباط، وسط حضور جماهيري كبير ومتابعة رسمية رفيعة المستوى، عكست حجم الرهان الوطني على هذه البطولة القارية التي تعود إلى الأراضي المغربية بعد سنوات طويلة من الغياب.

الفوز لم يكن مجرد ثلاث نقاط في بداية الطريق، بل حمل رسائل فنية ونفسية مهمة، تؤكد أن “أسود الأطلس” يدخلون البطولة بعقلية المنافس الحقيقي، مدعومين بعامل الأرض والجمهور، وبثقة متزايدة منذ الإنجاز التاريخي في كأس العالم 2022، حين كتب المنتخب المغربي فصلًا غير مسبوق في تاريخ الكرة الإفريقية.

من الرباط إلى حلم اللقب.. المغرب يفتتح كأس الأمم الإفريقية بثنائية تؤكد الجاهزية
من الرباط إلى حلم اللقب.. المغرب يفتتح كأس الأمم الإفريقية بثنائية تؤكد الجاهزية

مباراة الافتتاح.. رهبة البداية وواقعية الأداء

كعادة مباريات الافتتاح في البطولات الكبرى، طغت الحيطة والحذر على الدقائق الأولى من اللقاء، حيث بدا منتخب المغرب حريصًا على فرض إيقاعه دون اندفاع مبكر، مع اعتماد واضح على الاستحواذ المنظم وبناء اللعب من الخلف، مقابل تكتل دفاعي من منتخب جزر القمر، الذي دخل المباراة بروح قتالية واضحة، محاولًا إغلاق المساحات والاعتماد على المرتدات السريعة.

هذا التوازن في الدقائق الأولى عكس إدراك الجهاز الفني المغربي لحساسية اللقاء، خاصة في ظل ضغط التوقعات الجماهيرية، حيث يدرك “أسود الأطلس” أن أي تعثر في البداية قد يفتح باب الانتقادات مبكرًا، ويضع الفريق تحت ضغط إضافي لا حاجة له.

من الرباط إلى حلم اللقب.. المغرب يفتتح كأس الأمم الإفريقية بثنائية تؤكد الجاهزية
من الرباط إلى حلم اللقب.. المغرب يفتتح كأس الأمم الإفريقية بثنائية تؤكد الجاهزية

إبراهيم دياز.. بصمة الحسم في اللحظة المناسبة

مع بداية الشوط الثاني، بدأ المنتخب المغربي في رفع وتيرة اللعب، مستفيدًا من تراجع اللياقة البدنية للمنافس، وتكرار المحاولات على الأطراف. وفي الدقيقة 55، جاء الفرج عبر إبراهيم دياز، الذي ترجم تفوق فريقه إلى هدف أول، منح الجماهير دفعة معنوية كبيرة، وحرر اللاعبين من ضغط الانتظار.

هدف دياز لم يكن مجرد لمسة هجومية ناجحة، بل عكس قراءة ذكية للتمركز، وقدرة على استغلال أنصاف الفرص، وهي صفات باتت تميّز أداء المنتخب المغربي في السنوات الأخيرة، حيث لم يعد يعتمد فقط على الاستحواذ، بل على الفعالية والواقعية أمام المرمى.

من الرباط إلى حلم اللقب.. المغرب يفتتح كأس الأمم الإفريقية بثنائية تؤكد الجاهزية
من الرباط إلى حلم اللقب.. المغرب يفتتح كأس الأمم الإفريقية بثنائية تؤكد الجاهزية

هدف يؤكد النضج التكتيكي

بعد الهدف الأول، لم يندفع المنتخب المغربي بحثًا عن تعزيز النتيجة بشكل عشوائي، بل واصل اللعب بهدوء، مع تدوير الكرة واستنزاف المنافس، في مشهد يعكس نضجًا تكتيكيًا ملحوظًا. هذا الأسلوب جنّب الفريق أي ارتباك دفاعي، وحافظ على التوازن بين الخطوط، في وقت حاول فيه منتخب جزر القمر تعديل النتيجة عبر بعض المحاولات الفردية.

من الرباط إلى حلم اللقب.. المغرب يفتتح كأس الأمم الإفريقية بثنائية تؤكد الجاهزية
من الرباط إلى حلم اللقب.. المغرب يفتتح كأس الأمم الإفريقية بثنائية تؤكد الجاهزية

الكعبي يحسمها بلمسة استعراضية

في الدقيقة 74، أطلق “أسود الأطلس” رصاصة الرحمة على آمال جزر القمر، عندما أرسل أنس صالح الدين تمريرة متقنة داخل منطقة الجزاء، حولها أيوب الكعبي بضربة خلفية مزدوجة إلى الشباك، في لقطة نالت إعجاب الجماهير وأكدت الجودة الهجومية التي يمتلكها المنتخب المغربي.

هذا الهدف لم يكن فقط تعزيزًا للنتيجة، بل رسالة فنية بأن الفريق يملك حلولًا متنوعة في الثلث الهجومي، وقدرة على الحسم بلمسات فردية مميزة، وهو عنصر حاسم في البطولات القارية التي كثيرًا ما تُحسم بتفاصيل صغيرة.

من الرباط إلى حلم اللقب.. المغرب يفتتح كأس الأمم الإفريقية بثنائية تؤكد الجاهزية
من الرباط إلى حلم اللقب.. المغرب يفتتح كأس الأمم الإفريقية بثنائية تؤكد الجاهزية

جزر القمر.. مشاركة مشرفة رغم الخسارة

ورغم الخسارة، قدّم منتخب جزر القمر مباراة منظمة إلى حد بعيد، خاصة في الشوط الأول، حيث نجح في الحد من خطورة المنتخب المغربي، وأظهر انضباطًا تكتيكيًا وروحًا قتالية عالية. إلا أن الفارق في الخبرة والإمكانات الفردية كان واضحًا في الشوط الثاني، حين عجز عن مجاراة نسق اللعب المرتفع.

مشاركة جزر القمر في افتتاح البطولة أمام منتخب بحجم المغرب تُعد تجربة مهمة، تمنح لاعبيه خبرة إضافية، وتؤكد التطور التدريجي الذي تشهده الكرة الإفريقية، حيث لم تعد الفوارق شاسعة كما في السابق، رغم بقاء الأفضلية للمنتخبات الكبرى.

حضور رسمي ورسائل سياسية رياضية

المباراة أُقيمت بحضور ولي عهد المغرب، في مشهد يعكس الدعم الرسمي الكبير للمنتخب الوطني، ويؤكد أن كأس الأمم الإفريقية ليست مجرد حدث رياضي، بل مناسبة وطنية تحمل أبعادًا رمزية، خاصة مع استضافة المغرب للبطولة، وسعيه لتقديم نسخة تنظيمية مميزة تعكس تطور بنيته التحتية وقدرته على احتضان الأحداث الكبرى.

هذا الحضور الرسمي منح اللاعبين دافعًا إضافيًا، ورسّخ شعورهم بالمسؤولية، في ظل تطلعات جماهيرية واسعة ترى في هذه النسخة فرصة حقيقية لإعادة اللقب القاري إلى خزائن الكرة المغربية.

المجموعة الأولى.. بداية مثالية للمغرب

بهذا الفوز، حصد منتخب المغرب أول ثلاث نقاط في مشواره بالمجموعة الأولى، التي تضم أيضًا منتخبي مالي وزامبيا، ليضع قدمًا ثابتة في سباق التأهل، ويمنح نفسه هامشًا مريحًا قبل المواجهات المقبلة، التي يُتوقع أن تكون أكثر تعقيدًا.

البداية الإيجابية تمنح الجهاز الفني فرصة للعمل بهدوء على تصحيح الأخطاء، وتجهيز الفريق بدنيًا وتكتيكيًا، دون ضغط النتائج، وهو عامل غالبًا ما يصنع الفارق في البطولات القصيرة.

الطموح المغربي.. بين التاريخ والحاضر

يحمل المنتخب المغربي إرثًا قاريًا يعود إلى تتويجه الوحيد باللقب عام 1976، لكنه يدخل نسخة 2025 بطموحات مختلفة، مدفوعة بجيل ذهبي من اللاعبين المحترفين في أكبر الدوريات الأوروبية، وبخبرة تراكمت خلال السنوات الأخيرة في المحافل الدولية.

هذا المزيج بين التاريخ والطموح المعاصر يجعل من “أسود الأطلس” أحد أبرز المرشحين للمنافسة على اللقب، خاصة في ظل عامل الأرض والجمهور، والدعم المؤسسي الكبير الذي يرافق مسيرة المنتخب.

من المونديال إلى إفريقيا.. اختبار الاستمرارية

بعد الإنجاز التاريخي في كأس العالم 2022، بات التحدي الأكبر أمام المنتخب المغربي هو إثبات الاستمرارية، وعدم الاكتفاء بلحظة تاريخية عابرة. كأس الأمم الإفريقية تمثل الاختبار الحقيقي لقدرة الفريق على ترجمة نجاحه العالمي إلى تتويج قاري، وهو ما يدركه اللاعبون والجهاز الفني جيدًا.

الفوز في الافتتاح يمنح إشارة إيجابية، لكنه يبقى خطوة أولى في مشوار طويل، يتطلب تركيزًا عاليًا، وإدارة ذكية للمباريات، وتجنب الوقوع في فخ الثقة الزائدة.

الجماهير.. اللاعب رقم 12

لا يمكن إغفال الدور الكبير للجماهير المغربية، التي صنعت أجواءً استثنائية في ملعب مولاي عبد الله، وساندت فريقها منذ صافرة البداية وحتى النهاية. هذا الدعم الجماهيري يُعد أحد أهم أسلحة المنتخب في البطولة، خاصة في المباريات الحاسمة.

الجمهور المغربي، الذي عاش لحظات تاريخية مع منتخب بلاده في السنوات الأخيرة، يتطلع اليوم إلى تتويج إفريقي يعيد كتابة التاريخ، ويمنح هذه الجماهير ما تنتظره منذ عقود.

نظرة فنية على الأداء

من الناحية الفنية، أظهر المنتخب المغربي توازنًا جيدًا بين الدفاع والهجوم، مع انضباط واضح في الخط الخلفي، ومرونة تكتيكية في التحول من الحالة الدفاعية إلى الهجومية. ورغم وجود بعض الفترات التي افتقد فيها الفريق للسرعة في نقل الكرة، إلا أن الأداء العام يُعد مطمئنًا في افتتاح البطولة.

هذا الأداء يفتح الباب أمام تحسينات تدريجية مع تقدم البطولة، وهو أمر طبيعي في البطولات الكبرى، حيث نادرًا ما يبلغ أي منتخب ذروة مستواه منذ المباراة الأولى.

رسالة الافتتاح

انتصار المغرب في مباراة الافتتاح لا يُختزل في نتيجته فقط، بل في الرسالة التي حملها: منتخب منظم، واثق، يدرك حجم المسؤولية، ويعرف أن الطريق إلى اللقب يبدأ بخطوة ثابتة، لا باستعراض مبكر.

من سجل هدفي منتخب المغرب في مباراة الافتتاح؟
سجل إبراهيم دياز الهدف الأول في الدقيقة 55، وأضاف أيوب الكعبي الهدف الثاني في الدقيقة 74.

أين أُقيمت مباراة المغرب وجزر القمر؟
أُقيمت المباراة على ملعب الأمير مولاي عبد الله في العاصمة المغربية الرباط.

ما نتيجة مباراة الافتتاح في كأس الأمم الإفريقية 2025؟
فاز منتخب المغرب على منتخب جزر القمر بنتيجة 2-0.

من حضر المباراة رسميًا؟
شهدت المباراة حضور ولي عهد المغرب، إلى جانب مسؤولين وجماهير غفيرة.

ما وضع المجموعة الأولى بعد المباراة؟
حصل منتخب المغرب على ثلاث نقاط، فيما بقي منتخب جزر القمر دون نقاط، وتضم المجموعة أيضًا مالي وزامبيا.

هل يُعد المغرب من المرشحين للقب؟
نعم، يُعد منتخب المغرب من أبرز المرشحين للتتويج باللقب، خاصة مع عامل الأرض والجمهور، وتطور مستواه في السنوات الأخيرة.

بهذا الانتصار الهادئ والواضح، يفتح منتخب المغرب صفحة جديدة في مشواره القاري، واضعًا نصب عينيه هدفًا أكبر من الفوز الافتتاحي، هو معانقة الكأس الإفريقية، وكتابة فصل جديد في تاريخ “أسود الأطلس”.

اقرأ أيضًا: محمية الملك سلمان.. واحة خضراء تعيد رسم مستقبل الطبيعة في قلب الجزيرة العربية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى