هجوم سيدني يشعل جدلًا دوليًا.. نتنياهو يتهم الحكومة الأسترالية بتغذية معاداة السامية
الترند العربي – متابعات
أعاد الهجوم المسلح الذي استهدف احتفالًا للجالية اليهودية في مدينة سيدني الأسترالية فتح ملف معاداة السامية في الغرب، وأشعل موجة من التوتر السياسي والدبلوماسي، بعد أن خرج رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بتصريحات حادة اتهم فيها الحكومة الأسترالية بـ«صب الزيت على النار» من خلال ما وصفه بالصمت الرسمي تجاه تصاعد الخطاب المعادي لليهود.
الهجوم، الذي وقع على شاطئ بوندي الشهير، وأسفر عن سقوط عدد كبير من القتلى والجرحى، لم يكن مجرد حادث أمني عابر، بل تحوّل خلال ساعات إلى قضية سياسية دولية، تداخلت فيها الاعتبارات الأمنية والدينية والإعلامية، وسط تبادل اتهامات وتحذيرات من اتساع رقعة العنف المرتبط بخطاب الكراهية.

تفاصيل الهجوم.. احتفال ديني يتحول إلى مأساة
في ساعات المساء، وبينما كانت الجالية اليهودية في سيدني تحتفل بعيد الأنوار «حانوكا» في أجواء وُصفت بالعائلية، فتح مسلح النار بشكل عشوائي على الحضور، مستهدفًا التجمع مباشرة، في واحد من أكثر المواقع السياحية ازدحامًا في المدينة.
الشرطة الأسترالية أعلنت في بيان رسمي أن الهجوم أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 11 شخصًا، وإصابة 29 آخرين، بعضهم في حالة حرجة، قبل أن تعلن لاحقًا رفع الحصيلة إلى 12 قتيلًا، مع استمرار التحقيقات الجنائية والأمنية.
ووفق السلطات، فإن الهجوم صُنّف رسميًا كـ«عمل إرهابي»، نظرًا لطبيعته، وتوقيت تنفيذه، واختياره هدفًا دينيًا محددًا، ما يضعه ضمن خانة الجرائم القائمة على الكراهية الدينية.

شاهد عيان ينقذ أرواحًا
وسط الفوضى والهلع، تداولت وسائل الإعلام الأسترالية والعالمية مشاهد تُظهر أحد المدنيين وهو ينقض على المسلح، ويتمكن من تعطيله لبضع ثوانٍ، ما أتاح الفرصة لعدد من الحاضرين للفرار، قبل أن تتدخل قوات الأمن.
السلطات الأسترالية أشادت بتصرف الشاهد، واعتبرته «عملًا بطوليًا ساهم في تقليل عدد الضحايا»، في وقت أكدت فيه أن التحقيقات لا تزال جارية لمعرفة ما إذا كان المنفذ تصرّف بمفرده أو ضمن شبكة أوسع.
نتنياهو يهاجم الحكومة الأسترالية
في أول تعليق رسمي له، استغل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الاجتماع الأسبوعي لمجلس الوزراء لتوجيه انتقادات لاذعة للحكومة الأسترالية، معتبرًا أن ما حدث هو نتيجة مباشرة لما وصفه بـ«التراخي السياسي في مواجهة معاداة السامية».
وقال نتنياهو:
«قبل أشهر، بعثت برسالة إلى رئيس وزراء أستراليا، حذّرت فيها من أن سياسات حكومته تشجّع الكراهية ضد اليهود، واليوم نرى النتيجة».
وأضاف:
«معاداة السامية سرطان، تنتشر عندما يصمت القادة، وعندما يُستبدل الحزم بالضعف».
واعتبر نتنياهو أن ما جرى في سيدني «جريمة قتل بدم بارد»، محمّلًا القيادات السياسية مسؤولية توفير مناخ يسمح بتنامي الخطاب العدائي، بحسب تعبيره.

إسرائيل تعلن سقوط ضحايا إسرائيليين
وزارة الخارجية الإسرائيلية أكدت، في بيان رسمي، أن من بين القتلى مواطنًا إسرائيليًا، فيما أُصيب إسرائيلي آخر بجروح ويتلقى العلاج في أحد مستشفيات سيدني.
وأوضحت الوزارة أنها تتابع التطورات عن كثب، وتنسق مع السلطات الأسترالية لتوفير الدعم القنصلي لعائلات الضحايا والمصابين.
الموقف الأسترالي الرسمي
من جهته، أعلن كريس مينز، رئيس وزراء ولاية نيو ساوث ويلز، أن السلطات تتعامل مع الحادث «بأقصى درجات الجدية»، مؤكدًا أن بلاده «لن تتسامح مع أي شكل من أشكال العنف أو الكراهية».
وأشار إلى أن الأجهزة الأمنية رفعت مستوى التأهب في عدد من المدن، خصوصًا حول دور العبادة والمراكز الدينية، في إجراء احترازي لمنع أي هجمات محتملة.
لكن تصريحات مينز لم تُرضِ الجانب الإسرائيلي، ولا عددًا من المنظمات اليهودية، التي اعتبرت أن الردود الرسمية «جاءت متأخرة، وافتقرت إلى الإدانة الصريحة للخلفيات الفكرية للهجوم».
معاداة السامية في أستراليا.. ملف قديم يتجدد
الهجوم أعاد تسليط الضوء على تقارير سابقة كانت قد حذّرت من تصاعد حوادث معاداة السامية في أستراليا خلال السنوات الأخيرة، خاصة بعد اندلاع الحرب في غزة، وما رافقها من استقطاب حاد داخل المجتمعات الغربية.
تقارير منظمات حقوقية أظهرت ارتفاعًا ملحوظًا في التهديدات، والاعتداءات اللفظية، والكتابات العدائية على دور العبادة اليهودية، إضافة إلى مظاهرات شهدت شعارات وُصفت بأنها «تتجاوز النقد السياسي إلى التحريض الديني».
الربط بين السياسة والأمن
عدد من المحللين رأوا أن تصريحات نتنياهو تأتي في سياق أوسع، يسعى فيه إلى تدويل ملف معاداة السامية، وربطه مباشرة بالمواقف السياسية الغربية من الحرب في غزة، معتبرين أن إسرائيل تحاول تحميل الحكومات الغربية مسؤولية أي انفلات أمني يستهدف اليهود.
في المقابل، حذّر محللون آخرون من أن هذا الخطاب قد يزيد من تعقيد المشهد، ويخلط بين الانتقاد السياسي المشروع والسياسات الأمنية، ما قد يؤدي إلى مزيد من الاستقطاب داخل المجتمعات المتعددة الثقافات.
التداعيات الأمنية المتوقعة
الهجوم دفع السلطات الأسترالية إلى مراجعة خطط تأمين الفعاليات الدينية، خصوصًا مع اقتراب مواسم أعياد ومناسبات جماهيرية.
كما أثار مخاوف لدى جاليات دينية أخرى، تخشى أن يتحول العنف القائم على الكراهية إلى نمط متكرر، في ظل التوترات الدولية المتصاعدة.
الخطاب الإعلامي تحت المجهر
وسائل الإعلام الأسترالية وجدت نفسها في قلب الجدل، بعد اتهامات من جهات إسرائيلية ويهودية بأنها لم تُولِ ملف معاداة السامية الاهتمام الكافي في تغطيات سابقة.
في المقابل، دافعت مؤسسات إعلامية عن نهجها، مؤكدة التزامها بالمعايير المهنية، ورفضها الخلط بين النقد السياسي والتحريض الديني.
ردود فعل دولية
الهجوم قوبل بإدانات واسعة من عدد من الدول الغربية، التي أعربت عن تضامنها مع الضحايا، ودعت إلى مواجهة خطاب الكراهية بجميع أشكاله.
لكن اللافت أن بعض البيانات اكتفت بالتعزية، دون الدخول في خلفيات الحادث أو أبعاده السياسية، وهو ما اعتبره مراقبون مؤشرًا على حساسية الملف دوليًا.
بين الأمن والحريات
أثار الحادث نقاشًا جديدًا حول التوازن بين حماية الأمن العام والحفاظ على حرية التعبير، خاصة في المجتمعات الديمقراطية.
ويرى خبراء أن أي تشدد أمني غير مدروس قد يؤدي إلى نتائج عكسية، في حين أن التراخي قد يفتح الباب أمام تكرار مثل هذه الهجمات.
هل تتغير السياسة الأسترالية؟
يبقى السؤال الأبرز: هل سيدفع هذا الهجوم الحكومة الأسترالية إلى مراجعة سياساتها وخطابها الرسمي تجاه قضايا الكراهية الدينية، أم أن الأمر سيبقى ضمن إطار بيانات الإدانة التقليدية؟
المؤشرات الأولية تشير إلى تشديد أمني مرحلي، لكن دون إعلان تغييرات تشريعية جوهرية حتى الآن.
ما الذي حدث في هجوم سيدني؟
هجوم مسلح استهدف احتفالًا للجالية اليهودية بعيد «حانوكا» على شاطئ بوندي، وأسفر عن مقتل 12 شخصًا وإصابة العشرات.
كيف صنّفت السلطات الأسترالية الهجوم؟
صنّفته كحادث إرهابي قائم على الكراهية الدينية.
ماذا قال بنيامين نتنياهو؟
اتهم الحكومة الأسترالية بتغذية معاداة السامية من خلال الصمت والتراخي، واعتبر أن ما حدث نتيجة مباشرة لذلك.
هل سقط إسرائيليون في الهجوم؟
نعم، أعلنت إسرائيل مقتل مواطن إسرائيلي وإصابة آخر.
هل هناك تغييرات أمنية بعد الحادث؟
السلطات الأسترالية رفعت مستوى التأهب الأمني حول دور العبادة والمواقع الحساسة.
هل يرتبط الهجوم بالحرب في غزة؟
لا توجد دلائل رسمية حتى الآن، لكن التوترات المرتبطة بالصراع شكّلت خلفية عامة للمشهد.
اقرأ أيضًا: الوليد بن طلال يقترب من الاستحواذ الكامل على الهلال… صفقة تاريخية تعيد رسم خريطة الاستثمار الرياضي



