منوعات

قفزة صحية تُغيّر وجه السعودية.. متوسط العمر يقترب من 80 عامًا وتحولات غير مسبوقة في مؤشرات الحياة

الترند العربي – متابعات

في إعلان يعكس حجم التحول العميق الذي يشهده القطاع الصحي في المملكة، كشف وزير الصحة فهد بن عبدالرحمن الجلاجل عن واحدة من أهم النقاط الفاصلة في مسار الصحة السعودية، بعد تأكيده ارتفاع متوسط عمر السعوديين إلى 79.7 عامًا في عام 2025، وهو أعلى مستوى تصل إليه المملكة في تاريخها، ويمثل مؤشرًا بالغ الأهمية على نجاح سياسات الرعاية الصحية وفاعلية برامج التحول الوطني. ويأتي هذا التطور بالتزامن مع ميزانية 2026 التي وصفها الجلاجل بأنها بداية لمرحلة “جديدة ومتصاعدة من النمو والرخاء الصحي”، نتيجة الدعم الكبير الذي خصصته الحكومة لتطوير القطاع ووضع المملكة على مسار عالمي في جودة الحياة والصحة الوقائية.

قفزة صحية تُغيّر وجه السعودية.. متوسط العمر يقترب من 80 عامًا وتحولات غير مسبوقة في مؤشرات الحياة
قفزة صحية تُغيّر وجه السعودية.. متوسط العمر يقترب من 80 عامًا وتحولات غير مسبوقة في مؤشرات الحياة

إنجازات صحية غير مسبوقة تغيّر المشهد الوطني

استعرض الجلاجل خلال مشاركته في ملتقى الميزانية 2026 إنجازات نوعية أثمرت عن تحولات عميقة في واقع الصحة العامة. فقد ارتفع متوسط العمر المتوقع من 74 عامًا في عام 2016 إلى 79.7 عامًا في عام 2025، وهو قفز كبير يعكس نجاح البرامج الوقائية، وتطوير البنية التحتية الصحية، وتحسين جودة الخدمات الطبية. كما أعلن عن تراجع في نسب الوفيات يشمل انخفاضًا بنسبة 60% في الوفيات الناتجة عن حوادث الطرق، وهو ما يعكس تحسنًا في أنظمة المرور والاستجابة الإسعافية، إضافة إلى انخفاض بنسبة 50% في الأمراض المعدية نتيجة التطعيمات، و40% في الأمراض غير المعدية بفضل برامج مكافحة السمنة والسكري وأمراض القلب، و30% في الإصابات غير المقصودة.

هذه الأرقام لم تكن مجرد تحسن طبيعي، بل ثمرة سياسات مرسومة بعناية لتحويل القطاع الصحي من قطاع علاجي يعتمد على المستشفيات إلى قطاع وقائي يعتمد على الرصد المبكر والتدخل السريع وتغيير أنماط الحياة.

قفزة صحية تُغيّر وجه السعودية.. متوسط العمر يقترب من 80 عامًا وتحولات غير مسبوقة في مؤشرات الحياة
قفزة صحية تُغيّر وجه السعودية.. متوسط العمر يقترب من 80 عامًا وتحولات غير مسبوقة في مؤشرات الحياة

تغطية صحية شبه شاملة تمتد إلى 97.4% من السكان

أوضح الجلاجل أن المملكة اقتربت من تحقيق تغطية صحية شاملة، بعد وصول نسبة التغطية الجغرافية إلى 97.4%، وهو إنجاز يعكس حجم التوسع في المرافق الصحية بجميع المناطق، بما في ذلك المناطق النائية التي كانت تعاني سابقًا من نقص الخدمات. وأضاف أن القطاع الحكومي شهد زيادة قدرها 1700 سرير جديد، فيما أضاف القطاع الخاص 2900 سرير، ما رفع الطاقة الاستيعابية وضمن استجابة أسرع وفعالية أعلى. كما أشار إلى أن زمن الاستجابة الإسعافية انخفض بشكل تاريخي من 25 دقيقة في 2016 إلى 10 دقائق فقط في عام 2025، وهو عنصر محوري في الحد من الوفيات وإنقاذ الأرواح.

قفزة صحية تُغيّر وجه السعودية.. متوسط العمر يقترب من 80 عامًا وتحولات غير مسبوقة في مؤشرات الحياة
قفزة صحية تُغيّر وجه السعودية.. متوسط العمر يقترب من 80 عامًا وتحولات غير مسبوقة في مؤشرات الحياة

طفرة جراحية تضاعف الطاقة التشغيلية للمستشفيات

أحد أهم المؤشرات التي تحدث عنها الوزير هو تضاعف القدرة الجراحية الأسبوعية من 6000 عملية إلى 12000 عملية، ما قلّص قوائم الانتظار بشكل كبير. فقد أصبحت 90% من العمليات تُجرى ضمن الوقت المعياري المعتمد، مقارنة بـ60% فقط في السابق. كما ساعدت التحسينات في البنية التحتية والتقنيات الحديثة على تسريع الإجراءات وتحسين نتائج العمليات، بما في ذلك إدخال الروبوتات الجراحية، وأنظمة التخدير الذكية، وتقنيات الجراحة الدقيقة.

قفزة صحية تُغيّر وجه السعودية.. متوسط العمر يقترب من 80 عامًا وتحولات غير مسبوقة في مؤشرات الحياة
قفزة صحية تُغيّر وجه السعودية.. متوسط العمر يقترب من 80 عامًا وتحولات غير مسبوقة في مؤشرات الحياة

تأثير رؤية 2030 في تغيير مفهوم الصحة في المملكة

لا يمكن قراءة هذه الإنجازات بمعزل عن التحول الكبير الذي أوجدته رؤية السعودية 2030. فقد انتقلت المملكة من نموذج علاجي يعتمد على المستشفيات إلى نموذج شامل يرتكز على الوقاية، والصحة المجتمعية، والطب الرقمي. ومن أبرز مبادرات التحول: توسيع برامج الفحص المبكر للأمراض المزمنة، وتطبيق دليل “الصحة الوقائية” في المدارس، وزيادة مراكز الرعاية الأولية، واعتماد التطبيب عن بُعد عبر منصات “صحتي” و”موعد”، إضافة إلى تطوير البنية الرقمية التي أصبحت عنصرًا أساسيًا في تسريع الخدمات الصحية.

وتشير البيانات إلى أن هذه السياسات أسهمت في خفض معدل انتشار الأمراض المزمنة، وزيادة نسبة ممارسة المشي والنشاط البدني، والتحسن الملحوظ في صحة كبار السن، وارتفاع نسبة الالتزام بالعلاجات الدورية.

أثر التحول الصحي على جودة الحياة

يُعد ارتفاع متوسط العمر إلى ما يقارب 80 عامًا انعكاسًا مباشرًا لتحسن جودة الحياة في المملكة. فالمجتمع الذي يعيش أفراده مدة أطول وبصحة أفضل هو مجتمع يتمتع بإنتاجية أعلى ورفاه اجتماعي أكبر. كما أن التحسن في مؤشرات الصحة العامة يخفف الضغط على المستشفيات، ويقلل من نفقات الرعاية طويلة الأمد، ويؤسس لاقتصاد صحي مستدام.

ويشير خبراء الاقتصاد الصحي إلى أن الارتفاع في متوسط العمر المتوقع يرتبط بزيادة مشاركة المواطنين في سوق العمل، وتخفيض تكاليف العلاج المتأخر، ورفع مستوى النشاط المجتمعي، وهي عوامل تسهم بشكل مباشر في دعم الاقتصاد الوطني.

التحول الرقمي محرك أساسي لنجاح القطاع الصحي

منذ 2020، حققت المملكة ثورة رقمية في الخدمات الصحية، كان لها دور كبير في رفع كفاءة النظام وتقليل أوقات الانتظار. فقد أصبحت السجلات الصحية موحدة، والمواعيد الإلكترونية جزءًا من الحياة اليومية للمريض، إضافة إلى تفعيل خدمات التطبيب الافتراضي، والوصفات الإلكترونية، وتقنية الذكاء الاصطناعي في تحليل صور الأشعة والتنبؤ بالأمراض. كما أدت هذه التطورات إلى تعزيز المراقبة الوبائية، وتحسين التنبؤ بالاحتياجات الطبية، وتطوير الخرائط الصحية التي تتيح معرفة التوزيع الجغرافي للأمراض في الوقت الحقيقي.

كيف انعكس هذا التطور على تقديم الخدمات اليومية؟

أصبح المريض اليوم قادراً على الحصول على استشارة طبية في دقائق، وحجز موعد، واستلام وصفة، وإجراء فحوصات عبر سلسلة مترابطة تقنيًا، ما خفّض الوقت المهدور، وزاد من رضا المستفيدين، وساهم في رفع مؤشر جودة الحياة إلى مستويات قريبة من الدول المتقدمة.

تطلعات 2026: نحو استدامة صحية شاملة

أكد الجلاجل أن عام 2026 سيشهد تطبيق برامج أوسع لتحقيق الاستدامة الصحية، من خلال تحسين التمويل الصحي، وتطوير التأمين، وتوسيع الشراكات بين القطاعين الحكومي والخاص. كما ستعمل الوزارة على تعزيز برامج الرعاية الوقائية، وتطوير المراكز المتخصصة، ورفع نسبة السعوديين العاملين في القطاع الطبي، وتحسين تجهيزات الطوارئ، وتوسيع مبادرات الصحة المجتمعية.

موقع السعودية الصحي في المشهد العالمي

بحسب التصنيفات الدولية، بدأت المملكة تظهر في قوائم الدول الأعلى في مؤشرات جودة الرعاية وكفاءة المنظومة الصحية. كما ارتقى ترتيب السعودية في مؤشر الأمن الصحي العالمي، وازدادت قدرتها على استيعاب الأزمات الصحية بسرعة ومرونة، إضافة إلى دخول عدد من المستشفيات المحلية ضمن أفضل المستشفيات في الشرق الأوسط.

تفاصيل دقيقة وراء أرقام التحول الصحي

لم تصل المملكة إلى هذه الأرقام بين ليلة وضحاها، بل عبر مسار طويل شمل بناء قدرات بشرية، وتطوير أنظمة تلائم الاحتياجات الوطنية، وزيادة أعداد مراكز القلب والأورام، وتعزيز الصحة النفسية، وإنشاء مراكز للوقاية من السمنة، وإدخال برامج تقييم الأداء، وربط المستشفيات إلكترونيًا، وتحديث المناهج الطبية الجامعية، وتوسيع برامج التدريب والزمالة.

دور القوى البشرية الصحية

اليوم، يضم القطاع الصحي السعودي أعدادًا متزايدة من الكفاءات الوطنية في التمريض، والصيدلة، والأشعة، والجراحة، والعناية المركزة، وتخصصات دقيقة أخرى. ويجري العمل على رفع نسبة التوطين، وتطوير المهارات السريرية، ومنح المتخصصين فرص تدريب داخلي وخارجي لتعزيز الخبرات الوطنية.

ما سبب ارتفاع متوسط العمر في السعودية؟
ارتفاع جودة الرعاية الصحية، وزيادة برامج الوقاية، وتحسين الاستجابة الإسعافية، وتوسيع المرافق الطبية.

كيف انخفضت وفيات الحوادث والأمراض؟
عبر تطوير منظومة السلامة المرورية، وبرامج الفحص المبكر، وتوسيع العناية المركزة، وتحسين الرعاية الميدانية.

ما دور ميزانية 2026 في التطور الصحي؟
تمويل أوسع للمشروعات الصحية، وتطوير البنية التحتية، وتعزيز الصحة العامة والرقمية.

هل ستواصل السعودية هذا التقدم؟
نعم، من خلال برامج الاستدامة الصحية، والشراكات الدولية، وتوسيع القدرات الطبية والتقنية.

اقرأ أيضًا: غياب مفاجئ يربك استعدادات الأخضر قبل مواجهة جزر القمر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى