رياضة

الهلال والمريخ أمام اختبار مرهق في الدوري الرواندي… روزنامة مكثّفة واستدعاءات دولية تربك الصفوف

الترند العربي – متابعات

يشهد ناديّا الهلال والمريخ السودانيان واحدة من أصعب الفترات التنافسية في تاريخهما الكروي، وذلك بعد انطلاق تجربتهما في الدوري الرواندي بنسخته الجديدة، في ظل جدول مباريات مزدحم وغيابات واسعة بسبب الاستدعاءات الدولية لعدد كبير من لاعبي الفريقين للمشاركة مع المنتخب الوطني، فضلًا عن انضمام المحترفين لمنتخبات بلدانهم خلال فترة التوقف الدولي. ويأتي هذا التحدي في وقت تتطلع فيه الكرة السودانية إلى إعادة حضورها القاري عبر خوض منافسة خارج حدود الدوري المحلي، وسط ظروف أمنية جعلت تجربة الدوري الرواندي حلًا استثنائيًا للعب المنتظم.

هذا الموسم لا يشبه سابقاته بالنسبة للفريقين، فالهلال والمريخ يدخلان تجربة كروية فريدة تقوم على ضغط مباريات لم يسبق أن خاضا شبيهًا به في بطولة واحدة، حيث فرضت اللجنة المنظمة للمسابقات باتحاد الكرة الرواندي جدولاً جعل كل فريق يخوض 15 مباراة خلال 45 يومًا بمعدل مباراة كل 72 ساعة، وهو معدل يوازي مستويات البطولات القارية الكبرى ويحتاج إلى قوائم واسعة وعمق فني جاهز.

الهلال والمريخ أمام اختبار مرهق في الدوري الرواندي… روزنامة مكثّفة واستدعاءات دولية تربك الصفوف
الهلال والمريخ أمام اختبار مرهق في الدوري الرواندي… روزنامة مكثّفة واستدعاءات دولية تربك الصفوف

روزنامة ضاغطة تضع الفريقين في اختبار نفسي وبدني عسير
الروزنامة الرسمية للمسابقة وضعت الهلال والمريخ في موقف غير مألوف، إذ يخوض كل فريق 15 مباراة خلال 45 يومًا في ظل غيابات دولية تؤثر على التشكيلة الأساسية. الضغط لا يقتصر على عدد المباريات فقط، بل يمتد إلى توقيتها المتقارب الذي لا يسمح بفترات استشفاء كافية، ما يجعل الحمل البدني عاليًا، ويضع الطاقم الفني أمام تحديات في إدارة التدوير التكتيكي للحفاظ على جاهزية اللاعبين طوال الفترة.

تزامن هذا الجدول مع مشاركة عدد كبير من اللاعبين الدوليين مع المنتخب الوطني السوداني في معسكره الإعدادي لنهائيات كأس الأمم الأفريقية “الكان”، إضافة إلى احتمالية المشاركة لاحقًا في كأس العرب حال التأهل إليها. هذا إلى جانب دعوات لاعبي المريخ والهلال المحترفين للمنتخبات الأجنبية، ما يعني أن الفريقين يخوضان سلسلة من المباريات دون أعمدتهما الأساسية.

الهلال والمريخ أمام اختبار مرهق في الدوري الرواندي… روزنامة مكثّفة واستدعاءات دولية تربك الصفوف
الهلال والمريخ أمام اختبار مرهق في الدوري الرواندي… روزنامة مكثّفة واستدعاءات دولية تربك الصفوف

نوفيتش في المريخ… خطة طوارئ وتعديل حسابات التشكيلة
يدخل مدرب المريخ دراكو نوفيتش فترة الدوري الرواندي في وضع حرج بعد أن وجد نفسه أمام ضرورة إعادة تقييم خياراته التشكيلية. وبحسب المعلومات المتداولة، فقد استبعد نوفيتش عددًا من اللاعبين عن معسكر الفريق في كيغالي، ووجّههم للمشاركة مع الفريق الرديف في دوري مدينة بربر بولاية نهر النيل، قبل أن تفرض أزمة النقص العددي عودتهم بشكل طارئ للمشاركة في مباريات الفريق الأساسية.

غياب 5 من كبار نجوم المريخ للمنتخب الوطني، إضافة إلى غيابات المحترفين المرتبطين بمنتخباتهم، يجعل المدرب أمام سيناريو يعتمد فيه على عناصر الصف الثاني، ويعيد لاعبين سبق استبعادهم لضمان وجود دكة بدلاء قادرة على تغطية المراكز الحيوية في وسط الملعب وخط الدفاع. هذا الضغط قد يقود نوفيتش إلى تبني أساليب لعب مختلفة تعتمد على تقليل الجهد المبذول واللعب على التحولات السريعة بدل الضغط العالي.

الهلال والمريخ أمام اختبار مرهق في الدوري الرواندي… روزنامة مكثّفة واستدعاءات دولية تربك الصفوف
الهلال والمريخ أمام اختبار مرهق في الدوري الرواندي… روزنامة مكثّفة واستدعاءات دولية تربك الصفوف

ريجيكامب مع الهلال… أزمة أكبر وغياب 11 لاعبًا دوليًا
الوضع في الهلال يبدو أكثر تعقيدًا، بحسب التقارير التي أشارت إلى أن الفريق سيفقد 11 لاعبًا دفعة واحدة بسبب اختيارهم للمنتخب الوطني، إلى جانب غياب 5 محترفين أجانب لأسباب دولية، ما يجعل التشكيلة المتاحة لخوض المباريات محدودة للغاية. هذا الوضع يجبر المدرب ريجيكامب على الاستعانة بلاعبين شباب من أكاديمية النادي لتعويض الفراغ.

ورغم أن الهلال يمتلك قاعدة ناشئين قوية، فإن الاعتماد عليهم في مباريات مكثفة بمنافسة خارجية جديدة ليس تحديًا بدنيًا فقط، بل تحديًا ذهنيًا يتعلق بضغوط الاحتكاك واللعب تحت ضغط نتائج وتوقعات جماهيرية كبيرة. ومن المتوقع أن يغير ريجيكامب فلسفته الهجومية المعتادة لتتكيف مع هذا الواقع، مع الاعتماد على تدوير واسع للصفوف لتجنب الإصابات التي قد تهدد مسار الفريق في بقية الموسم.

الهلال والمريخ أمام اختبار مرهق في الدوري الرواندي… روزنامة مكثّفة واستدعاءات دولية تربك الصفوف
الهلال والمريخ أمام اختبار مرهق في الدوري الرواندي… روزنامة مكثّفة واستدعاءات دولية تربك الصفوف

الدوري الرواندي… تجربة استثنائية تعيد روح المنافسة للأندية السودانية
موافقة “الكاف” على مشاركة الهلال والمريخ في الدوري الرواندي جاءت بعد مخاطبات رسمية بين الاتحادين السوداني والرواندي، في خطوة عدّها كثيرون أكبر فرصة لإنعاش النشاط الكروي في السودان بعد توقف المنافسات المحلية بسبب الظروف الأمنية. وتأتي هذه التجربة استمرارًا لمحاولات الحفاظ على جاهزية الأندية واللاعبين، وتمكينهم من خوض منافسات رسمية دون انقطاع طويل قد يؤثر على مستوياتهم القارية مستقبلًا.

هذا الانخراط في بطولة خارجية لا يقتصر على الجانب الرياضي، بل يمثل تجربة إدارية وتنظيمية تساعد الأندية السودانية على التعامل مع جدول احترافي، ونظام مسابقات مستمر، وملاعب مجهزة، وإيرادات بث أفضل مما يتوافر محليًا.

الهلال والمريخ أمام اختبار مرهق في الدوري الرواندي… روزنامة مكثّفة واستدعاءات دولية تربك الصفوف
الهلال والمريخ أمام اختبار مرهق في الدوري الرواندي… روزنامة مكثّفة واستدعاءات دولية تربك الصفوف

الإعداد القوي قبل العودة للمنافسة القارية
الحصول على فرصة المشاركة في الدوري الرواندي يمنح الهلال والمريخ إعدادًا تنافسيًا عالي المستوى قبل المشاركة في بطولات الاتحاد الأفريقي لاحقًا. فبدلاً من الدخول إلى دوري أبطال أفريقيا أو الكونفدرالية بعد فترة توقف طويلة، يخوض الفريقان مبارايات رسمية متتالية ترفع جاهزيتهما الفنية والبدنية، ما يجعل ذلك مكسبًا طويل الأمد رغم الضغوط الحالية.

الهلال والمريخ أمام اختبار مرهق في الدوري الرواندي… روزنامة مكثّفة واستدعاءات دولية تربك الصفوف
الهلال والمريخ أمام اختبار مرهق في الدوري الرواندي… روزنامة مكثّفة واستدعاءات دولية تربك الصفوف

ضبط إيقاع التدوير بين المنتخب والنادي… معادلة صعبة
ارتباط اللاعبين بالمنتخب يمثل تحديًا دائمًا للأندية الكبرى في كل دول العالم، إلا أن الحالة السودانية هذا الموسم تُعد مثالًا متطرفًا بسبب اجتهاد المدربين في الاعتماد على العناصر الأساسية ذاتها التي تمثل القاعدة الفنية للهلال والمريخ. هذا يجعل استنزاف اللاعبين عاليًا ويقلل من فرص إراحتهم، ويضع إدارات الأندية أمام ضرورة صياغة اتفاقات مستقبلية لضبط توقيت الاستدعاءات، أو توسيع قاعدة اللاعبين الدوليين عبر دعم لاعبين آخرين من بقية أندية الدوري السوداني في المواسم التالية.

التحدي البدني… أخطر من الفني
الضغط المتواصل للمباريات بمعدل مباراة كل 72 ساعة يجعل الإصابات العضلية وتدهور المعدلات البدنية خطرًا ماثلًا، خصوصًا مع السفر والضغط النفسي ومحدودية الاستشفاء. هذه الظروف تستوجب خطط إعداد بدني دقيقة تشمل:
جلسات علاج تعافي يومية
تقليل الحمل التدريبي
برامج تغذية خاصة
استخدام تدوير منظّم للمراكز
قياس الحمل الحيوي لكل لاعب

الفرق التي تفشل في إدارة هذا الجانب قد تواجه تراجعًا حادًا في النتائج حتى لو كانت تمتلك لاعبين موهوبين.

الاعتماد على المواهب الشابة… فرصة ذهبية
رغم الطابع الضاغط للتجربة، إلا أنها تمنح عددًا من لاعبي الصف الثاني واللاعبين الشباب فرصًا نادرة لإثبات أنفسهم، خصوصًا في الهلال حيث تشير التقارير إلى الاعتماد على لاعبين صاعدين لملء الفراغات التي أحدثتها الاستدعاءات الدولية. هذه المشاركة المبكرة في منافسة خارجية قد تعيد إنتاج أسماء جديدة للكرة السودانية، وتخلق عمقًا فنيًا مستقبليًا ينعكس على المنتخب نفسه لاحقًا.

جمهور كلاسيكو السودان… بين القلق والفخر
جماهير الهلال والمريخ تتابع المشهد بمشاعر متباينة بين القلق من ضغط المباريات والغيابات، والفخر بالمشاركة في تجربة خارجية تضع الناديين في سياق أفريقي جديد وتمنحهما فرصة الحفاظ على تنافسيتهما حتى في ظل توقف النشاط المحلي. بعض المشجعين يعتبرون التجربة تحديًا حضاريًا يجب أن ينجح الناديان فيه، بينما يخشى آخرون من تأثيرها على الإصابات قبل العودة للبطولات القارية.

مستقبل الدوري الرواندي للأندية السودانية
من المتوقع أن يحصل الفريقان على إعفاء من المرحلة الأولى في مسابقة الدوري السوداني الممتاز حال عودتهما للمشاركة محليًا، لتبدأ مسيرتهما من المرحلة الختامية كما حدث سابقًا. هذا التنظيم يمنح فرصة للتوفيق بين البطولات الخارجية والمسابقات المحلية، لكنه يضع ضغطًا إضافيًا على الأندية عند عودتها.

خاتمة
يمضي الهلال والمريخ في تجربة استثنائية تُعد منعطفًا مهمًا في تاريخ الكرة السودانية، فاليوم يخوض الفريقان مباريات مكثفة في بيئة تنافسية خارجية وسط غيابات واسعة وضغط بدني عالٍ، وفي الوقت ذاته يكتسبان خبرة تنظيمية واحتكاكًا مستمرًا لا يتوافر في الظروف الحالية داخل السودان. قد تكون الرحلة مرهقة، لكنها تمهّد لمرحلة جديدة تعيد تموقع الناديين قارياً وتدعم مشروع تطوير كرة القدم السودانية رغم التحديات.

كم عدد المباريات التي سيخوضها الهلال والمريخ في الدوري الرواندي؟
سيخوض كل فريق 15 مباراة خلال 45 يومًا، بمعدل مباراة كل 72 ساعة تقريبًا.

ما سبب الغيابات الكبيرة في صفوف الفريقين؟
غياب لاعبين مختارين للمنتخب الوطني، إضافة إلى استدعاءات المحترفين لمنتخبات بلدانهم خلال التوقف الدولي.

كم عدد اللاعبين الغائبين عن الهلال؟
يغيب عن الهلال 11 لاعبًا بالمنتخب و5 محترفين أجانب لأسباب دولية.

لماذا تعد هذه التجربة مهمة للأندية السودانية؟
توفر احتكاكًا رسميًا واستمرارية تنافسية في ظل توقف المسابقات المحلية.

هل ستعود الفرق للمشاركة في الدوري السوداني لاحقًا؟
من المتوقع إعفاء الفريقين من المرحلة الأولى وعودتهما في المرحلة الختامية كما حدث سابقًا.

اقرأ أيضًا: المريخ يواصل مناوراته بمران صباحي في العاصمة الرواندية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى