“إنجاز طبي جديد.. مستشفى سليمان الحبيب بالخبر يُعيد المشي لسبعينية بعد خمس جراحات فاشلة في العمود الفقري”

الترند العربي – متابعات

تدخل جراحي معقّد ينقذ حياة مريضة سبعينية

في إنجاز طبي يُضاف إلى سجل النجاحات السعودية في مجال جراحة العمود الفقري، تمكن الفريق الطبي بمستشفى الدكتور سليمان الحبيب في الخبر من إعادة القدرة على المشي لسيدة سبعينية كانت قد فقدتها تمامًا نتيجة تشوه شديد وانفصال في العمود الفقري، بعد أن خضعت لخمس عمليات سابقة غير ناجحة داخل وخارج المملكة.

قاد الفريق الجراحي الدكتور حسام الحبيب، استشاري جراحة العمود الفقري والمخ والأعصاب، الحاصل على الزمالة الكندية، الذي أوضح أن الحالة كانت معقدة للغاية بسبب تعدد العمليات السابقة ووجود هشاشة متقدمة في العظام.

خمس عمليات سابقة انتهت بالشلل

بدأت معاناة المريضة قبل سنوات، إثر إصابتها بانزلاق غضروفي متقدم استدعى تدخلًا جراحيًا، لكن تكرار العمليات أدى إلى إصابة الفقرة القطنية الأولى بالكسر والانفصال، وهو ما سبب ضغطًا شديدًا على الحبل الشوكي والأعصاب، نتج عنه شلل شبه كامل في الأطراف السفلية وفقدانها القدرة على المشي أو الوقوف لمدة شهر كامل قبل مراجعة المستشفى.

وأوضح الدكتور الحبيب أن المريضة حضرت إلى العيادة على كرسي متحرك، تعاني من ألم مبرح وضعف تام في الأطراف السفلية، وبعد إجراء الفحوصات الدقيقة باستخدام الرنين المغناطيسي (MRI) والتصوير المقطعي (CT) والأشعة الرقمية (Digital X-rays)، تم تشخيص الحالة بأنها كسر وانفصال في الفقرة القطنية الأولى مع تشوه حاد وضغط عصبي خطر.

عملية دقيقة باستخدام الملاحة العصبية والمجهر الجراحي

بعد مراجعة الحالة من قِبل فريق متكامل يضم أطباء القلب والباطنية والتخدير، تقرر إجراء عملية عاجلة لإنقاذ حياتها ومنع تفاقم الشلل.
استغرقت العملية أربع ساعات متواصلة تحت التخدير العام، واستخدم فيها الفريق أحدث تقنيات الملاحة العصبية والمجهر الجراحي وأجهزة مراقبة الأعصاب الدقيقة لضمان أعلى مستويات الأمان والدقة أثناء الجراحة.

وقال الدكتور الحبيب:

“قمنا بإزالة جميع التثبيتات والمسامير القديمة غير المستقرة، ثم أعدنا بناء العمود الفقري حول الفقرة القطنية الأولى، باستخدام مسامير طبية خاصة مصممة لمرضى هشاشة العظام، ذات قدرة عالية على التثبيت والدعم الهيكلي.”

وأضاف أن العملية تكللت بالنجاح التام بفضل التخطيط الدقيق والتقنيات المتقدمة التي يمتلكها المستشفى، ما مكّن الفريق من تخفيف الضغط عن الحبل الشوكي واستعادة التوازن التشريحي للعمود الفقري.

التعافي السريع.. من العناية المركزة إلى المشي خلال 48 ساعة

نُقلت المريضة بعد العملية إلى العناية المركزة لمدة 24 ساعة لمتابعة حالتها العصبية والحيوية، ثم إلى جناح التنويم حيث بدأت تظهر مؤشرات تحسن واضحة خلال اليوم التالي، وتمكنت من المشي بمساعدة أخصائي العلاج الطبيعي بعد 48 ساعة فقط من الجراحة.

وأكد الدكتور الحبيب أن المريضة عادت إلى العيادة بعد أسبوعين وهي تمشي بشكل طبيعي دون أي ضعف عصبي أو ألم شديد، وقد استأنفت أنشطتها اليومية تدريجيًا، مشيرًا إلى أن هذا النجاح يمثل مثالًا حيًا على قدرة الطب السعودي على التعامل مع أكثر الحالات تعقيدًا ودقة.

تكنولوجيا متقدمة وخبرة عالمية

يُعد مستشفى الدكتور سليمان الحبيب بالخبر من أبرز المراكز الطبية المتخصصة في جراحات العمود الفقري الدقيقة على مستوى الشرق الأوسط، حيث يضم أحدث غرف العمليات المجهزة بـ أنظمة الملاحة العصبية والمجاهر الجراحية ثلاثية الأبعاد، إضافة إلى فريق طبي حاصل على زمالات عالمية من كندا وأوروبا والولايات المتحدة.

ويعتمد المستشفى على نهج علاجي متكامل يجمع بين الخبرة الجراحية والعلاج الطبيعي والتأهيل العصبي، وهو ما يفسر ارتفاع نسب النجاح في العمليات المعقدة، مثل هذه الحالة التي كانت تُعد شبه ميؤوس منها قبل التدخل الجراحي.

إنجاز يعكس كفاءة الطب السعودي

يؤكد هذا النجاح المستمر أن الكوادر الطبية السعودية تمتلك كفاءة تضاهي نظراءها في كبرى المراكز العالمية، خاصة في المجالات الدقيقة مثل جراحة العمود الفقري وجراحة الأعصاب.
كما يجسد هذا الإنجاز الرؤية الوطنية في تطوير القطاع الصحي وتحقيق الريادة الإقليمية، ضمن مستهدفات رؤية المملكة 2030 الهادفة إلى جعل المملكة مركزًا إقليميًا للرعاية الطبية المتقدمة.

وقال أحد أعضاء الفريق الطبي:

“التعامل مع حالة سبق خضوعها لخمس عمليات فاشلة، وإعادتها للمشي خلال يومين فقط، هو إنجاز وطني قبل أن يكون طبيًا. لقد جمعنا بين التقنية المتطورة والإرادة الإنسانية لإنقاذ حياة مريضة كانت فاقدة للأمل.”

ما سبب إصابة المريضة بالشلل قبل العملية؟
الشلل نتج عن كسر وانفصال في الفقرة القطنية الأولى أدى إلى ضغط مباشر على الحبل الشوكي بعد سلسلة عمليات غير ناجحة.

ما التقنية المستخدمة في العملية؟
استُخدمت الملاحة العصبية، المجهر الجراحي، وأجهزة مراقبة الأعصاب الدقيقة لضمان دقة الجراحة وتقليل المخاطر.

كم استغرقت العملية ومدة التعافي؟
استغرقت العملية أربع ساعات، واستعادت المريضة قدرتها على المشي خلال 48 ساعة فقط.

ما الذي ميّز هذه العملية عن سابقاتها؟
الاعتماد على تقنيات حديثة متوافقة مع هشاشة العظام وإعادة بناء الفقرة دون التسبب بضرر عصبي، وهو ما لم يتحقق في العمليات السابقة.

ما الرسالة التي يوجهها الفريق الطبي؟
أن الأمل لا ينتهي، وأن التطور الطبي في المملكة قادر على إنقاذ الحالات المستعصية بأحدث التقنيات وأعلى كفاءة.

بهذا الإنجاز، يؤكد مستشفى الدكتور سليمان الحبيب بالخبر أن النجاح في الطب لا يُقاس فقط بإنقاذ الأرواح، بل أيضًا بإعادة الأمل للحياة، لترتسم على وجه مريضة سبعينية ابتسامة جديدة بعد سنوات من المعاناة، في قصة إنسانية تختصر جوهر الطب السعودي الحديث: رحمة، ودقة، وريادة عالمية.

اقرأ أيضًا: “إنجاز طبي سعودي.. فريق مستشفى سليمان الحبيب يُنقذ حياة أم وجنينها بعملية منظار تُسجل كالأولى عالميًا”