“إعصار كالمايجي يضرب فيتنام بعنف.. خسائر تفوق 296 مليون دولار ودمار واسع في جيا لاي”
الترند العربي – متابعات
تعيش فيتنام هذه الأيام واحدة من أسوأ الكوارث الطبيعية في تاريخها الحديث بعد أن ضربها إعصار كالمايجي (Kalmaegi) مصحوبًا بأمطار غزيرة وفيضانات جارفة، تسببت في خسائر مادية ضخمة تجاوزت 296 مليون دولار أمريكي، وفق ما أعلنت عنه هيئة إدارة الكوارث والسدود الفيتنامية.
وأفادت وكالة أنباء فيتنام الرسمية أن الإعصار الذي اجتاح البلاد خلال الأيام الماضية خلّف دمارًا هائلًا في الممتلكات العامة والخاصة، وأدى إلى انهيار آلاف المنازل وغرق عشرات القوارب، في مشهد مأساوي أعاد للأذهان كوارث إعصارات السنوات السابقة التي اجتاحت منطقة جنوب شرق آسيا.

جيا لاي.. المقاطعة الأكثر تضررًا
كانت مقاطعة جيا لاي الواقعة في وسط البلاد الأكثر تضررًا من الإعصار، حيث تجاوزت خسائرها 5.2 تريليونات دونغ فيتنامي (ما يعادل نحو 197.6 مليون دولار أمريكي).
وقالت السلطات المحلية إن الفيضانات والانهيارات الأرضية التي صاحبت الإعصار دمّرت الطرق والمزارع والبنية التحتية الحيوية، مما أدى إلى شلّ حركة النقل وقطع التيار الكهربائي عن مئات القرى والمناطق الجبلية النائية.
وأشارت تقارير الدفاع المدني إلى أن الإعصار تسبب في انهيار أكثر من 2300 منزل وتضرر نحو 57,500 منزل آخر بدرجات متفاوتة، فيما غرقت أو تضررت 179 قاربًا كانت تعمل في الصيد البحري، الأمر الذي كبّد الصيادين خسائر فادحة في مصدر رزقهم الأساسي.

خسائر في الثروة الحيوانية والزراعة
لم تقتصر الخسائر على البنية التحتية والمساكن، بل امتدت إلى القطاع الزراعي والحيواني، إذ أعلنت هيئة إدارة الكوارث أن الإعصار تسبب في نفوق أو جرف 153 رأسًا من الماشية و4553 طائرًا داجنًا.
كما غمرت الفيضانات مساحات شاسعة من حقول الأرز والبن والمطاط، وهي من أهم المحاصيل الزراعية في البلاد، ما أثار مخاوف من تراجع الإنتاج الزراعي خلال الموسم الحالي، وتفاقم الأزمة الاقتصادية في المناطق الريفية.

جهود الإنقاذ مستمرة رغم الصعوبات
تواصل السلطات الفيتنامية تنفيذ عمليات إنقاذ وإغاثة واسعة النطاق في المناطق المنكوبة، بمشاركة وحدات من الجيش والشرطة ومتطوعين من منظمات محلية ودولية.
ووفق بيان رسمي صدر مساء الأحد، تم إجلاء أكثر من 12 ألف شخص من المناطق الأكثر خطرًا إلى مراكز إيواء مؤقتة، فيما تعمل فرق الطوارئ على إعادة فتح الطرق المتضررة وإصلاح شبكات الكهرباء والمياه.
كما أعلنت الحكومة عن خطة عاجلة لتعويض الأسر المتضررة وتقديم مساعدات غذائية وطبية عاجلة، إلى جانب تخصيص صندوق طوارئ لمواجهة آثار الإعصار قدره 1.5 تريليون دونغ (نحو 57 مليون دولار).
مشاهد الدمار تملأ الشاشات
تناقلت وسائل الإعلام الفيتنامية والعالمية مشاهد صادمة للدمار الذي خلفه الإعصار، حيث ظهرت قرى كاملة غارقة في المياه، وجسور منهارة، ومزارع مدمرة بالكامل.
كما وثّق ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي فيديوهات لارتفاع منسوب المياه في الأنهار، وانجراف السيارات والمنازل الصغيرة بفعل قوة التيار.
وقالت الصحفية “نغوين ثو ها” من محطة “VTV”:
“لم تشهد المقاطعات الوسطى مثل هذا الدمار منذ أكثر من عقد.. الأهالي يعيشون في صدمة، فيما تعمل السلطات ليل نهار لتأمين المساعدات الإنسانية.”
دعم دولي وتضامن إقليمي
في أعقاب الكارثة، سارعت عدة منظمات إنسانية دولية، بينها الصليب الأحمر واليونيسف، إلى إعلان استعدادها لتقديم مساعدات عاجلة للمتضررين، تشمل مواد غذائية وخيامًا وأدوية.
كما أصدرت حكومات كل من تايلاند والفلبين وكمبوديا بيانات تضامن مع فيتنام، مؤكدين استعدادهم لتقديم الدعم اللوجستي والتقني في أعمال الإغاثة.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الفيتنامية إن بلاده “تثمّن تضامن الدول الصديقة”، مشيرًا إلى أن “الأولوية الآن هي إنقاذ الأرواح وإعادة إعمار ما دمّره الإعصار في أسرع وقت ممكن.”
“كالمايجي”.. الإعصار رقم 12 هذا الموسم
بحسب مركز الأرصاد الجوية الفيتنامي، يُعد إعصار كالمايجي هو الإعصار الثاني عشر الذي يضرب المنطقة خلال موسم الأعاصير 2025، وقد جاء بعد سلسلة من العواصف المدارية التي اجتاحت بحر الصين الجنوبي خلال الأشهر الماضية.
وأشار المركز إلى أن الإعصار بدأ كمنخفض استوائي، قبل أن يشتد تدريجيًا ليصل إلى الدرجة الثالثة على مقياس الأعاصير، بسرعة رياح تجاوزت 150 كيلومترًا في الساعة في ذروته، مصحوبًا بأمطار غزيرة امتدت إلى أكثر من 10 مقاطعات.
وأضاف التقرير أن التغيرات المناخية المتسارعة جعلت فيتنام أكثر عرضة للعواصف المدارية، إذ تتعرض سنويًا إلى ما بين 8 و12 إعصارًا بدرجات متفاوتة من القوة، مما يضع البلاد أمام تحديات بيئية واقتصادية متزايدة.
الحكومة تعلن حالة الطوارئ
أعلنت الحكومة الفيتنامية رسميًا حالة الطوارئ في عدد من المقاطعات الوسطى، بينها جيا لاي وكونتوم وبنه دينه، مطالبة جميع الهيئات الحكومية والعسكرية برفع جاهزيتها إلى أقصى مستوى.
كما وجه رئيس الوزراء “فام مينه تشينه” بتشكيل لجنة وطنية لإعادة الإعمار، تتولى تقييم الأضرار بدقة وتنسيق عمليات الدعم الدولية.
وأكد رئيس الوزراء في تصريح متلفز:
“ما يهم الآن هو إنقاذ الأرواح وإعادة الأمل للمتضررين.. سنعيد بناء المنازل والمدارس والطرق، وسنقف مع كل أسرة فقدت مصدر رزقها.”
الخسائر الاقتصادية تتجاوز التقديرات الأولية
قدّرت هيئة الكوارث أن إجمالي الخسائر المادية بلغ أكثر من 7.8 تريليونات دونغ فيتنامي (296.5 مليون دولار)، تشمل البنية التحتية، والمنازل، والمزارع، وقطاع النقل، مشيرة إلى أن الرقم مرشح للارتفاع بعد استكمال حصر الأضرار.
وحذّرت وزارة التخطيط من أن الإعصار سيؤثر مؤقتًا على معدلات النمو في الربع الأخير من العام، نظرًا لتوقف الأنشطة الزراعية والصناعية في عدة مناطق.
ما هو حجم الخسائر التي تسبب بها إعصار كالمايجي؟
تجاوزت الخسائر 7.8 تريليونات دونغ فيتنامي (296.5 مليون دولار أمريكي) وفق التقديرات الرسمية الأولية.
أي المناطق كانت الأكثر تضررًا؟
مقاطعة جيا لاي في وسط فيتنام تكبدت أكبر الخسائر، بأكثر من 197 مليون دولار.
هل هناك ضحايا بشرية؟
لم تُعلن السلطات عن أعداد رسمية للضحايا حتى الآن، لكن عمليات الإنقاذ ما زالت مستمرة، وهناك مخاوف من وجود مفقودين.
ما أسباب تكرار الأعاصير في فيتنام؟
ترتبط بتغيرات المناخ العالمية وارتفاع حرارة المحيطات، مما يؤدي إلى زيادة النشاط المداري في بحر الصين الجنوبي.
كيف استجابت الحكومة الفيتنامية للأزمة؟
أعلنت حالة الطوارئ في المقاطعات المتضررة، وأطلقت خطة وطنية للإغاثة وإعادة الإعمار بمشاركة الجيش والمنظمات الدولية.
في وجه العواصف المتكررة، تُظهر فيتنام مجددًا قدرتها على الصمود والتعافي، رغم قسوة الطبيعة وتكرار الكوارث. فإعصار “كالمايجي” لم يُسقط فقط المنازل، بل كشف عن قوة التضامن الشعبي والإنساني الذي يجمع الفيتناميين في الأزمات، ليبقى الأمل عنوانًا وسط الدمار.
اقرأ أيضًا: ما هو إعصار “دانيال” الذي يضرب مصر غدًا الاثنين؟


