“كاوست” و”أرامكو” تطلقان المركبة الجوية الهجينة (HUCT) بتقنية سعودية تحدث تحولًا في الفحص الصناعي
الترند العربي – متابعات
في خطوة تُجسّد التكامل بين البحث العلمي والتطبيق الصناعي، أعلنت جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية (كاوست) وأرامكو السعودية عن إطلاق المركبة الجوية الهجينة (HUCT)، وهي ابتكار سعودي متقدّم يجمع بين قدرات الطيران والزحف في آنٍ واحد، لتُحدث نقلة نوعية في عمليات الفحص والمراقبة داخل البيئات الصناعية المعقدة.
ويأتي هذا الإنجاز ضمن اتفاقية ترخيص ملكية فكرية وقّعها الطرفان، تهدف إلى تسويق التقنية وتطبيقها في المجالات التشغيلية والصناعية الذكية، بما يدعم مسار التحول المعرفي والتقني الذي تنتهجه المملكة في إطار رؤية السعودية 2030.
ابتكار سعودي بمواصفات عالمية
تمثّل تقنية (HUCT) قفزة في عالم الروبوتات الصناعية، إذ تدمج بين خصائص الطائرات المسيّرة والروبوتات الزاحفة، ما يمنحها القدرة على التحليق في الهواء والزحف على الأسطح المختلفة، سواء كانت أنابيب، أو جدران، أو مناطق ضيقة يصعب الوصول إليها بالوسائل التقليدية.
هذه المرونة الاستثنائية تجعلها مثالية لعمليات الفحص الصناعي، الصيانة الوقائية، ورصد الأعطال في بيئات العمل المعقدة مثل المصافي، وخطوط الأنابيب، والمنشآت البحرية والبرية، دون الحاجة إلى إيقاف العمليات التشغيلية.
وتستمد المركبة اسمها من خصائصها “الهجينة” (Hybrid Unmanned Crawling and Flying Technology) التي تجمع بين الطيران والزحف ضمن منظومة واحدة، مما يقلل من تكاليف التشغيل ويعزز كفاءة الفحص الصناعي بنسبة تصل إلى 60% مقارنة بالأساليب التقليدية.
تعاون بحثي يقوده السعوديون
شارك في تطوير هذه التقنية فريق سعودي من الباحثين والخريجين المنتمين إلى منظومة كاوست وأرامكو السعودية، حيث شكّل المشروع مثالًا على نقل المعرفة من المختبر إلى الصناعة، بفضل جهود خريجي الجامعة الذين يعملون حاليًا في قطاع البحث والتطوير بأرامكو.
وأكد الجانبان أن هذا التعاون يجسّد الرؤية الوطنية في تمكين الكفاءات السعودية الشابة من قيادة مشاريع علمية متقدمة ترفد الاقتصاد الوطني بالحلول الذكية والمستدامة.
تصريحات رسمية: التقنية ثمرة شراكة استراتيجية
قال علي بن عبدالله المشاري، النائب الأعلى للرئيس للتنسيق والإشراف التقني في أرامكو السعودية:
“تجسد هذه الشراكة جهودنا في توظيف الخبرات الأكاديمية لدفع عجلة الابتكار. وتمثل تقنية (HUCT) نموذجًا للتعاون المثمر بين الصناعة والبحث العلمي، إذ تتيح لنا تعزيز سلامة وموثوقية الأصول عبر حلول روبوتية متقدمة تسهم في رفع كفاءة الطاقة وتحسين معايير السلامة والبيئة”.
فيما أوضح الدكتور إيان كامبل، نائب الرئيس الأعلى لمعهد التحول الوطني في كاوست، أن الاتفاقية “تعكس التزام الجامعة بتقديم حلول وطنية ذات أثر ملموس، وتؤكد نجاح نموذجها في نقل الابتكار إلى السوق”، مشيرًا إلى أن خريجي كاوست “يسهمون اليوم في صياغة مستقبل الابتكار من داخل مؤسسات عالمية كبرى مثل أرامكو السعودية”.
ربط العلم بالصناعة
تُعد هذه الاتفاقية إحدى الركائز الأساسية لاستراتيجية كاوست وأرامكو للابتكار والتقنية، التي تركز على تحويل الأبحاث الأكاديمية إلى تطبيقات صناعية عملية. وتهدف المبادرة إلى توسيع نطاق التقنيات المؤثرة وتعزيز بيئة التعاون بين الجامعات والشركات الكبرى في مجالات الروبوتات، الذكاء الاصطناعي، الطاقة، والاستدامة.
كما تمثل هذه الشراكة خطوة استراتيجية في دعم اقتصاد المملكة القائم على المعرفة، وتعزيز مكانتها كمركز إقليمي للتقنية المتقدمة والتصنيع الذكي، إلى جانب تحقيق التكامل بين البحث العلمي وريادة الأعمال الصناعية.
تأثيرات متوقعة على الصناعة السعودية
يتوقع الخبراء أن تُحدث تقنية (HUCT) تحولًا جذريًا في أنظمة الفحص الصناعي بالمملكة، لما توفره من:
- مرونة تشغيلية عالية تتيح الوصول للمناطق التي يصعب بلوغها.
- تحسين مستويات السلامة المهنية من خلال تقليل الاعتماد على العنصر البشري في البيئات الخطرة.
- خفض تكاليف التشغيل والصيانة عبر تقنيات الفحص الذكي.
- تسريع دورة الصيانة وضمان استمرارية الإنتاج دون توقف.
كما ستفتح التقنية الباب أمام جيل جديد من الحلول الصناعية المتقدمة، وتدعم توجه المملكة نحو التحول الرقمي الكامل في قطاع الطاقة والصناعة.
رؤية وطنية نحو اقتصاد المعرفة
تعكس هذه الخطوة توجه المملكة نحو بناء منظومة ابتكار وطنية متكاملة تجمع بين الجامعات ومراكز الأبحاث والقطاع الصناعي، ما ينسجم مع مستهدفات رؤية 2030 في تنويع الاقتصاد، ورفع كفاءة البنية التحتية التقنية، وتمكين الكفاءات المحلية.
وتؤكد كاوست وأرامكو أن هذه الشراكة لن تكون الأخيرة، بل تمهد الطريق لتعاونات مستقبلية في تطوير تقنيات جديدة في مجالات الطاقة المتجددة، والذكاء الصناعي، والروبوتات الميدانية التي تسهم في خدمة مختلف القطاعات الحيوية داخل المملكة وخارجها.
ما هي المركبة الجوية الهجينة (HUCT)؟
هي تقنية سعودية تجمع بين قدرات الطيران والزحف في جهاز واحد، تُستخدم للفحص الصناعي في البيئات المعقدة دون الحاجة لإيقاف العمليات.
من طوّر التقنية؟
فريق بحثي مشترك من جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية (كاوست) وأرامكو السعودية، يضم عدداً من خريجي كاوست العاملين في مجال البحث والتطوير.
ما أبرز مزايا التقنية الجديدة؟
القدرة على الطيران والزحف، تقليل التكاليف التشغيلية، تعزيز السلامة، وزيادة كفاءة الفحص الصناعي بنسبة تصل إلى 60%.
كيف تدعم الاتفاقية رؤية 2030؟
من خلال تحويل الأبحاث الأكاديمية إلى تطبيقات عملية تسهم في بناء اقتصاد معرفي، وتعزيز مكانة المملكة في مجالات الابتكار والتقنية الصناعية.
اقرأ أيضًا: السعودية ضمن أسرع مؤشرات إدارة الموارد المائية المتكاملة في العالم
