ليفربول ينجو من فخ ساوثهامبتون ويتأهل إلى ثمن نهائي كأس كاراباو 2025

منذ 4 ساعات

4 دقائق

ليفربول ينجو من فخ ساوثهامبتون ويتأهل إلى ثمن نهائي كأس كاراباو 2025

الترند العربي – متابعات

في ليلة كروية حبست الأنفاس على ملعب “آنفيلد”، نجح فريق ليفربول الإنجليزي في تحقيق فوز صعب على ضيفه ساوثهامبتون بنتيجة 2-1، ضمن منافسات الدور الثالث من بطولة كأس رابطة المحترفين الإنجليزية “كاراباو”. المباراة لم تكن مجرد عبور عادي إلى الدور المقبل، بل حملت معها رسائل عديدة تتعلق بقوة شخصية “الريدز”، وتأثير الغيابات، وأيضًا بروز وجوه جديدة قدمت أوراق اعتمادها في واحدة من أصعب الأمسيات الكروية.

بداية متكافئة وضغط مبكر من ساوثهامبتون

انطلقت المباراة وسط حضور جماهيري كبير في “آنفيلد”، حيث بدت رغبة ساوثهامبتون واضحة في مباغتة أصحاب الأرض. الفريق الضيف ضغط منذ الدقائق الأولى، وحاول استغلال غياب محمد صلاح الذي حصل على راحة فنية. سيطر لاعبو ساوثهامبتون على منطقة وسط الملعب، وكادوا أن يسجلوا في الدقيقة 8 من تسديدة قوية عبر آدم أرمسترونغ، لكن الحارس كاومين كيليهير كان في الموعد وأبعد الكرة ببراعة.

ليفربول من جانبه اعتمد على التمريرات السريعة والتحولات الهجومية، مع منح الفرصة لبعض الوجوه الجديدة مثل ألكسيس ماك أليستر الذي لعب دور المحرك الأساسي للهجمات. الدقيقة 15 شهدت أول تهديد حقيقي من أصحاب الأرض عبر داروين نونيز الذي ارتقى لرأسية خطيرة مرت بجوار القائم الأيسر لحارس ساوثهامبتون.

إيزاك يكتب اسمه بأحرف من ذهب

الجماهير انتظرت لحظة الانفجار، وجاءت في الدقيقة 24 عندما استلم المهاجم الجديد ألكسندر إيزاك تمريرة متقنة من ماك أليستر، ليدور بجسده ويسدد كرة قوية سكنت الزاوية اليمنى للحارس. هدف هو الأول للمهاجم السويدي بقميص ليفربول منذ انضمامه في الصيف الماضي، لتشتعل مدرجات “آنفيلد” بالهتافات.

الهدف لم يُربك ساوثهامبتون، بل دفعه لمحاولة العودة سريعًا. بالفعل، استعاد الفريق الضيف توازنه، ونجح في إدراك التعادل في الدقيقة 37 عبر تسديدة قوية من الكولومبي كارلوس ألبكاراز، الذي استغل ارتباك دفاع ليفربول. ومع نهاية الشوط الأول، خرج الفريقان متعادلين 1-1 في مباراة اتسمت بالندية العالية.

تغييرات كلوب تصنع الفارق

مع بداية الشوط الثاني، قرر المدرب يورجن كلوب إجراء بعض التغييرات لتنشيط الهجوم. دخل الهولندي جوتجا بدلاً من هارفي إليوت، كما دفع بالبرتغالي ديوجو جوتا لدعم العمق الهجومي. هذه التغييرات أثمرت عن سيطرة أكبر على الكرة، ومحاولات متكررة على مرمى ساوثهامبتون.

في الدقيقة 61، كاد نونيز أن يسجل الهدف الثاني بعد انفراد صريح بالحارس، لكن تسديدته اصطدمت بالقائم الأيمن لتضيع فرصة محققة. الجماهير بدأت تشعر بالقلق، خاصة مع تألق حارس ساوثهامبتون الذي وقف سدًا منيعًا أمام أكثر من تسديدة خطيرة.

وجاء الفرج في الدقيقة 73 عبر جوتا الذي تابع كرة مرتدة من الحارس ليسددها بقوة داخل الشباك، معلنًا تقدم ليفربول بهدف ثانٍ وسط فرحة عارمة من المدرب كلوب الذي قفز من مقعده محتفلًا.

دفاع حديدي وصمود حتى النهاية

بعد التقدم 2-1، لجأ ليفربول إلى أسلوب أكثر حذرًا للحفاظ على النتيجة. خط الوسط بقيادة ماك أليستر وهيندرسون عمل على غلق المساحات أمام هجمات ساوثهامبتون. في المقابل، حاول الضيوف إدراك التعادل من جديد عبر الكرات العرضية والاختراقات الجانبية، لكن الدفاع الأحمر كان في الموعد.

الحارس كيليهير لعب دور البطل الخفي، بتصديه لتسديدة قوية في الدقيقة 85 كانت كفيلة بإعادة ساوثهامبتون للمباراة. ومع إطلاق الحكم صافرة النهاية، تنفس جمهور “آنفيلد” الصعداء، محتفلًا بتأهل فريقه إلى الدور ثمن النهائي من البطولة.

غياب محمد صلاح وتأثيره

أحد أبرز عناوين اللقاء كان غياب النجم المصري محمد صلاح، الذي يعد الورقة الرابحة الأولى للفريق في السنوات الأخيرة. الجماهير لاحظت أن الريدز افتقدوا كثيرًا لسرعة صلاح وحسمه أمام المرمى. رغم ذلك، أثبتت التشكيلة أن الفريق قادر على التكيف وصناعة الفارق من خلال لاعبين آخرين مثل إيزاك وجوتا.

الصحف الإنجليزية أشارت بعد اللقاء إلى أن “غياب صلاح أجبر كلوب على التفكير بخطط بديلة، وهو ما كشف عن مرونة تكتيكية جديدة للفريق”.

تصريحات ما بعد المباراة

يورجن كلوب: “أنا سعيد جدًا بأداء اللاعبين، المباراة لم تكن سهلة، لكننا أظهرنا شخصية قوية. غياب محمد صلاح كان مؤثرًا، لكن لدينا مجموعة قادرة على سد أي فراغ”.
إيزاك: “تسجيل أول أهدافي في آنفيلد شعور لا يوصف. هذا مجرد بداية وأتطلع لتقديم المزيد”.
مدرب ساوثهامبتون راسل مارتن: “قدمنا مباراة كبيرة وكان بإمكاننا الخروج بنتيجة أفضل، لكن التفاصيل الصغيرة صنعت الفارق”.

ليفربول وساوثهامبتون: تاريخ من المواجهات

المواجهة بين ليفربول وساوثهامبتون تحمل دائمًا طابعًا خاصًا، إذ جمعت الفريقين أكثر من 120 مباراة في مختلف البطولات. الغلبة كانت تاريخيًا لصالح ليفربول، لكن ساوثهامبتون كثيرًا ما شكل خصمًا عنيدًا، خاصة في بطولات الكؤوس.

في كأس كاراباو تحديدًا، سبق وأن أقصى ساوثهامبتون ليفربول في نصف نهائي 2017، وهو ما جعل مواجهة الأمس بمثابة رد اعتبار لجماهير “الريدز”.

الطريق إلى ثمن النهائي

بتأهله إلى ثمن النهائي، وضع ليفربول نفسه في مواجهة منتظرة مع أحد الكبار. البطولة هذا الموسم تشهد مشاركة قوية من مانشستر سيتي، آرسنال، وتشيلسي، ما يجعل المنافسة على اللقب أكثر شراسة. جماهير ليفربول ترى أن التتويج بكأس كاراباو قد يكون دفعة معنوية كبيرة للفريق لمواصلة صراعه على الدوري ودوري الأبطال.

أفضل وأسوأ لاعب في المباراة

الأفضل: إيزاك، الذي سجل هدفًا وصنع عدة فرص، ليؤكد أنه صفقة ناجحة ستضيف الكثير للفريق.
الأسوأ: مدافع ساوثهامبتون جان بيدناريك، الذي ارتكب عدة أخطاء دفاعية كلفت فريقه الكثير.