رياضة

بعد 3 عقود من الاعتزال.. منصور بشير “تنقا” يعود إلى الملاعب في سن الستين

بعد 3 عقود من الاعتزال.. منصور بشير “تنقا” يعود إلى الملاعب في سن الستين

الترند العربي – متابعات

في مفاجأة غير مسبوقة في عالم كرة القدم، عاد نجم الهلال والمنتخب السوداني السابق منصور بشير الشهير بـ”تنقا” إلى الملاعب بعد أكثر من 27 عامًا من الاعتزال، ليوقع رسميًا لفريق دبروسة بمحلية حلفا الجديدة في ولاية كسلا. هذه العودة، التي جاءت وهو في سن الستين، صنعت حالة استثنائية أثارت تفاعلاً واسعًا في الشارع الرياضي السوداني والعربي، وأصبحت حديث الجماهير على منصات التواصل الاجتماعي.

عودة تصنع الحدث

عودة “تنقا” للملاعب لم تكن مجرد خبر رياضي عابر، بل تحولت إلى قصة ملهمة تعكس معنى الوفاء والعشق الأبدي لكرة القدم. فقد اعتزل اللاعب في العام 1997، لكنه ظل محافظًا على لياقته البدنية طوال السنوات الماضية، الأمر الذي جعله قادرًا على العودة للمشاركة في منافسات محلية رغم تقدمه في العمر.

جماهير الهلال السوداني تذكرت على الفور أيام المجد في ثمانينات وتسعينات القرن الماضي، حينما كان “تنقا” أحد أعمدة الفريق في خط الدفاع، وأحد أبرز اللاعبين الذين تركوا بصمتهم في تاريخ الكرة السودانية.

بعد 3 عقود من الاعتزال.. منصور بشير "تنقا" يعود إلى الملاعب في سن الستين
بعد 3 عقود من الاعتزال.. منصور بشير “تنقا” يعود إلى الملاعب في سن الستين

العصر الذهبي مع الهلال

“تنقا” برز بشكل لافت مع الهلال العاصمي، حيث قاد الفريق في محطات تاريخية مهمة، أبرزها وصوله إلى نهائي دوري أبطال أفريقيا عامي 1987 و1992.
في نهائي 1987، واجه الهلال الأهلي المصري وخسر اللقب، بينما تكرر المشهد في 1992 حين خسر الفريق أمام الوداد المغربي. ورغم ذلك، بقيت جماهير الهلال تحتفظ بذكريات ذهبية لذلك الجيل الذي مثل أحد أقوى خطوط الدفاع في تاريخ النادي.

إلى جانب “تنقا”، تألق زملاؤه جمال الثعلب، مجدي مرجان، وطارق أحمد آدم، ليشكّلوا رباعي دفاعي صلبًا، ساهم في بقاء الهلال منافسًا شرسًا على المستويات المحلية والقارية.

مهارات خاصة جعلته محبوب الجماهير

لم يكن “تنقا” مجرد مدافع تقليدي، بل تميز بأسلوب لعب أنيق ورشيق. امتاز بقدرته على افتكاك الكرة دون خشونة، وبتسديداته القوية من القدم اليسرى، ما جعله حلًا دائمًا للهلال في الكرات الثابتة وضربات الجزاء.

الجماهير السودانية لا تزال تتذكر أغنيتها الشهيرة التي كانت تصدح بها مدرجات ملعب الهلال: “تنقا.. تنقا.. تنقا أووو تنقا”، وهي هتافات تحولت إلى علامة فارقة ارتبطت باسمه حتى اليوم.

ظروف إنسانية وراء العودة

عودة “تنقا” جاءت في ظروف إنسانية صعبة. فمع اندلاع الحرب في السودان في أبريل 2023، نزح اللاعب رفقة أسرته إلى مدينة حلفا الجديدة، حيث لجأ إلى المدارس التي تحولت إلى ملاجئ للنازحين.

في تلك الظروف، لم ينسَ أبناء المدينة تاريخ اللاعب الكبير، فكرموه بدعوته للانضمام إلى نادي دبروسة، بطل الدوري المحلي هناك. الخطوة لاقت ترحيبًا واسعًا، واعتُبرت تكريمًا متبادلًا بين النادي واللاعب الذي لم يتوقف عن ممارسة هوايته المفضلة.

بعد 3 عقود من الاعتزال.. منصور بشير "تنقا" يعود إلى الملاعب في سن الستين
بعد 3 عقود من الاعتزال.. منصور بشير “تنقا” يعود إلى الملاعب في سن الستين

تصريحات مثيرة من “تنقا”

في مقابلة خاصة مع موقع رياضي، كشف منصور بشير أنه لم يتوقف عن التدريب حتى بعد اعتزاله، موضحًا: “كرة القدم بالنسبة لي ليست مجرد مهنة، بل هي حياتي وشغفي منذ الطفولة، ولا أستطيع الابتعاد عنها”، مضيفًا: “سأشارك مع دبروسة كتقدير لأهل المدينة الذين استقبلوني بحفاوة”

وأكد “تنقا” أن عودته هي أيضًا رسالة إلى الشباب السوداني بأن الرياضة قادرة على منح الأمل حتى في أصعب الظروف، وأن الشغف لا يتقيد بعمر.

تكريم جماهيري ورسالة رمزية

عودة “تنقا” بعمر الستين حملت دلالات كبيرة. فالجماهير رأت فيها رسالة عن الوفاء للملاعب، بينما اعتبرها النقاد تكريمًا حيًا للاعب لا يزال حاضرًا في ذاكرة الكرة السودانية.

العديد من نجوم الكرة السابقين علقوا على الحدث، مشيرين إلى أن تجربة “تنقا” تعكس أن كرة القدم ليست مجرد منافسة على البطولات، بل هي أيضًا وسيلة للحفاظ على الروابط الاجتماعية والإنسانية.

من الأبيض إلى المجد مع الهلال

ولد منصور بشير في مدينة الأبيض بولاية شمال كردفان، حيث بدأ مسيرته الكروية مع الهلال الأبيض، قبل أن ينتقل إلى الهلال العاصمي ليكتب فصولًا من المجد.
من هناك، انطلق نحو النجومية، وسرعان ما أصبح ركيزة أساسية في المنتخب السوداني، حيث مثّل “صقور الجديان” في عدة استحقاقات قارية.

بين الماضي والحاضر

اليوم، وبينما يوقع “تنقا” لفريق دبروسة، يعود الحديث مجددًا عن الجيل الذهبي للهلال. جيل لعب كرة القدم بحب ووفاء، وأسّس لقاعدة جماهيرية كبيرة ما تزال تتغنى بأسمائه حتى اليوم.

الجيل الجديد من جماهير الكرة السودانية يتابع هذه العودة بدهشة، بينما يرى الجيل القديم فيها حنينًا إلى أيام لا تنسى، حيث كانت الكرة السودانية تقارع كبار القارة الأفريقية.

كرة القدم والبعد الإنساني

اللافت أن عودة “تنقا” ليست فقط رياضية، بل إنسانية أيضًا. فقد جاءت في ظل نزوح آلاف الأسر بسبب الحرب، وفي وقت تحتاج فيه المجتمعات إلى قصص تمنح الأمل. قصة “تنقا” أصبحت رمزًا للصمود والتحدي، ورسالة بأن الرياضة قادرة على التخفيف من معاناة الناس.

حضور منتظر مع دبروسة

من المتوقع أن يشارك “تنقا” في بعض المباريات المحلية مع فريقه الجديد، ولو لدقائق معدودة، بهدف تكريم مسيرته وإبراز دوره كنموذج حي للشغف بالكرة. جماهير مدينة حلفا تترقب ظهوره الأول، الذي سيكون بمثابة احتفالية كبيرة وتاريخية.

تأثير الحدث على الشارع الرياضي

وسائل الإعلام المحلية والعربية أفردت مساحات واسعة لتغطية الحدث، فيما تناقلت منصات التواصل الاجتماعي صورًا وتعليقات تؤكد أن “تنقا” صنع حالة نادرة في كرة القدم.
بعض التعليقات وصفته بـ”الأسطورة التي لا تشيخ”، بينما قال آخرون إن عودته دليل على أن “كرة القدم عشق لا ينتهي”.

س: متى اعتزل منصور بشير “تنقا” كرة القدم؟
ج: اعتزل عام 1997 بعد مسيرة حافلة مع الهلال والمنتخب السوداني.

س: ما هو عمره الحالي؟
ج: تجاوز الستين عامًا.

س: مع أي نادٍ عاد للملاعب؟
ج: نادي دبروسة في محلية حلفا الجديدة بولاية كسلا.

س: ما أبرز إنجازاته مع الهلال؟
ج: الوصول إلى نهائي دوري أبطال أفريقيا 1987 و1992، واشتهر بتنفيذ الكرات الثابتة وضربات الجزاء.

س: ما الظروف التي قادته للعودة؟
ج: نزوحه مع أسرته إلى حلفا بسبب الحرب، ورغبة جماهير المدينة في تكريمه عبر إشراكه مع نادي دبروسة.

اقرأ أيضًا: “الدوري السعودي يجذب أنظار العالم.. النصر يتألق وبايرن وبرشلونة يراقبان.. والمريخ السوداني حاضر في المشهد”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى