رياضة

رينيه فايلر.. مدرب يفوز بعقله ويخسر بقلبه

رينيه فايلر.. مدرب يفوز بعقله ويخسر بقلبه

الترند العربي – متابعات

حين يتولى مدرب أجنبي قيادة فريق جماهيري مثل الأهلي، لا يكون التحدي فنيًا فقط، بل شعوريًا أيضًا. في موسم 2019–2020، ظهر اسم المدرب السويسري رينيه فايلر كلاعب جديد في معادلة الانتصارات، لكنه خرج من المشهد دون وداع حقيقي، رغم الأرقام والبطولات. اليوم، وبعد تقارير عن احتمالية عودته إلى الدوري المصري، يتجدد السؤال: هل فايلر مدرب النتائج أم رجل المواقف الباردة؟

وما الذي جعل حضوره مؤثرًا رغم قصر الفترة؟ ولماذا انقسم الجمهور حوله حتى بعد الرحيل؟

أداء بلا ضجيج
حين جاء فايلر إلى الأهلي في سبتمبر 2019، لم يكن معروفًا كثيرًا في المنطقة العربية، لكنه سرعان ما فرض نفسه بنتائج مقنعة: حسم بطولة الدوري الممتاز، فاز بكأس السوبر، وتأهل لنصف نهائي دوري أبطال إفريقيا قبل أن يرحل في أكتوبر 2020 لأسباب شخصية. قاد الفريق في 44 مباراة، فاز في 34، وتعادل في 8، وخسر مرتين فقط، وهو رقم يصعب تجاهله.

رغم ذلك، لم يترك في وعي الجمهور ما يتركه مدرب مثل موسيماني أو حتى كارتيرون، إذ غابت عنه الحماسة الانفعالية، ولم يظهر كثيرًا في دوائر التصريحات الحماسية أو الأجواء الجماهيرية.

النتائج لا تكفي دائمًا
فايلر كان دقيقًا ومنضبطًا، لكنه لم يكن قريبًا من جماهير الأهلي بالشكل الذي يعزز مكانته بعد الرحيل. في مباريات القمة، خسر مرتين أمام الزمالك، إحداهما في السوبر، وكانت تصريحاته الهادئة بعد تلك المواجهات مثار جدل، حيث قال إن الخسارة أمام الزمالك “مثل أي خسارة”، وهي جملة لم تُغفر له شعبيًا، رغم تفوقه الفني في أغلب المباريات الأخرى.

الهوية الفنية التي قدّمها اعتمدت على التمرير السريع، والضغط العالي، والتنوع التكتيكي، لكنها لم تقترن بحضور إعلامي موازٍ يخلق علاقة وجدانية مع الجمهور.

كيف يترجم الجمهور هذه التجربة؟
جمهور الأهلي لا يحاسب فقط بعدد الانتصارات، بل بكيفية الفوز، والقدرة على تحمّل ضغط القمة، والانتماء الصادق للمؤسسة. فايلر نجح في الجزء الفني لكنه لم ينجح في بناء الجسر الشعوري. الدراسات في علم النفس الرياضي تؤكد أن العلاقة بين المدرب والجمهور لا تُبنى على النتائج فقط، بل على التواصل، واللغة، والتمثيل العاطفي للفريق.

المدرب الذي لا يُعبّر عن حرارة القميص، يبقى ناجحًا على الورق فقط.

لمزيد من المقالات: رينيه فايلر 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى