شاهد.. حقيقة “المُلثم” المتورط في “حرائق القدس”

الترند العربي – متابعات
تداولت صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي مؤخرًا مقطع فيديو يُظهر شخصًا ملثمًا يقوم بإشعال حرائق، وادعى ناشروه أنه يعود لحرائق القدس الأخيرة، وأن الشرطة الإسرائيلية هي من نشرته. إلا أن منصة التحقق “مسبار” نفت صحة هذا الادعاء وأكدت أن المقطع قديم ولا يمت بصلة للحرائق التي اندلعت مؤخرًا في القدس.
حقيقة المقطع: حرائق إيطاليا 2021
كشف تحقيق “مسبار” أن الفيديو المتداول يعود إلى عام 2021، ويُظهر مشاهد لافتعال حرائق في الريف الإيطالي قرب بلدة “مونتيسارتشيو” جنوب نابولي، وليس في القدس. وقد نُشر الفيديو آنذاك من قبل الشرطة العسكرية الإيطالية “الكارابينييري” خلال تحقيقاتها في قضايا إشعال حرائق متعمدة.
حرائق القدس الأخيرة: التفاصيل الحقيقية
في 30 إبريل 2025، اندلعت حرائق ضخمة في الغابات والأحراش المحيطة بمدينة القدس، ما أدى إلى إخلاء بلدات وتجمعات سكنية، وإصابة عدد من الأشخاص بسبب استنشاق الدخان.
أعلنت الإذاعة الإسرائيلية الرسمية عن اعتقال ثلاثة أشخاص يشتبه بتورطهم في إشعال هذه الحرائق.
تصعيد سياسي: مطالبات بعقوبات قاسية
علق وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير على الحادث بدعوة صريحة لإقرار قانون إعدام “الإرهابيين”، معتبرًا أن من يتسبب في إشعال النيران يمثل خطرًا مماثلًا للعمل الإرهابي ويجب التعامل معه بأقصى درجات العقوبة.
إجراءات طارئة: إلغاء الاحتفالات وإعلان الطوارئ
على إثر الحرائق، أعلن وزير الدفاع يسرائيل كاتس حالة الطوارئ، وأمر بنشر قوات عسكرية لمساعدة فرق الإنقاذ. كما أُلغيت جميع مراسم الاحتفال بعيد الاستقلال الإسرائيلي بسبب الأزمة.
وأكدت “نجمة داوود الحمراء” أنها تعاملت مع 22 إصابة، منها 12 حالة نُقلت إلى المستشفيات بسبب الاختناق بالدخان.
مساعدات دولية لمكافحة الحرائق
في ظل تفاقم الموقف، أعلنت الحكومة الإسرائيلية أنها طلبت دعمًا دوليًا، ووافقت كل من إيطاليا وكرواتيا على إرسال طائرات للمساعدة في عمليات الإخماد، كما تم طلب الدعم من بلغاريا وقبرص واليونان.
وأكدت هيئة الإطفاء الإسرائيلية لاحقًا أن السيطرة على الحرائق تمت بمشاركة أكثر من 100 فريق، إضافة إلى طائرات ومروحيات.
خاتمة
حادثة تداول الفيديو المزيف تبرز أهمية التحقق من مصادر الأخبار ومقاطع الفيديو قبل تداولها، خاصة في سياقات شديدة الحساسية مثل الكوارث الطبيعية. وبينما لا تزال أسباب حرائق القدس قيد التحقيق، فإن التضليل الإعلامي يضيف عبئًا إضافيًا على المشهد الأمني والإنساني في المنطقة.