تقنية

صدمة بسبب جواز سفر مزور بـ الذكاء الاصطناعي

صدمة بسبب جواز سفر مزور بـ الذكاء الاصطناعي

الترند العربي – متابعات 

الذكاء الاصطناعي أصبح جزءًا أساسيًا من حياتنا اليومية في مجالات متعددة، مثل الطب، التعليم، والإدارة، لكن مع هذه الفوائد الكبيرة تأتي أيضًا مخاطر غير متوقعة يمكن أن تغير قواعد اللعبة.

وبينما يستمر الذكاء الاصطناعي في التطور وتحقيق إنجازات مذهلة، لا يمكن إغفال الجانب المظلم لهذه التكنولوجيا.
أحد أبرز الأمثلة على هذا الخطر هو ما فعله الباحث البولندي بوريش موسيلاك، الذي استخدم ChatGPT-4 لإنشاء جواز سفر مزيف في «5 دقائق» فقط.
الجواز المزيف كان أشبه بالحقيقي بحسب الباحث البولندي، مما يجعله قادرًا على تجاوز أنظمة «اعرف عميلك» (KYC) الآلية التي تستخدمها العديد من المنصات الرقمية الكبرى.

وفي منشور له على منصة «إكس»، أشار موسيلاك إلى أنه تمكّن من إنتاج نسخة مزيفة من جواز سفره الخاص بسهولة تامة، مما يثير القلق بشأن فعالية أنظمة التحقق المعتمدة على الصور.

 

الجواز المزيف الذي أنشأه موسيلاك كان دقيقًا للغاية، لدرجة أنه تمكن من تخطي الفحوصات الأساسية المستخدمة من قبل منصات كبيرة مثل «Revolut» و«Binance».

ما كشفه موسيلاك هو الثغرات الكبرى في الأنظمة الحالية التي تعتمد بشكل رئيسي على مطابقة الصور، حيث أظهر كيف يمكن للذكاء الاصطناعي أن يخلق نسخًا دقيقة وسريعة من الوثائق.

هذا الكشف لم يكن مجرد عرض تقني، بل كان بمثابة جرس إنذار حول تهديدات جديدة مثل سرقة الهوية، التقديمات المزيفة للائتمان، وإنشاء حسابات مزيفة على الإنترنت. وبدلاً من استخدام الأدوات التقليدية مثل الفوتوشوب، أصبح الذكاء الاصطناعي وسيلة أسرع وأكثر كفاءة لإنشاء هذه الوثائق المزيفة.

مع تزايد هذه المخاطر، دعا موسيلاك إلى ضرورة تطوير أنظمة تحقق أكثر أمانًا، مثل استخدام تقنيات NFC (الاتصال قريب المدى) والوثائق الرقمية المعتمدة eID التي توفر مصادقة أقوى على مستوى الأجهزة، وبيّن أن هذه الأنظمة هي الحل الوحيد لمواجهة التهديدات الناجمة عن تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي التوليدية.

 

في وقت لاحق من هذه التجربة، بدأ ChatGPT في رفض طلبات مشابهة تتعلق بإنشاء وثائق مزيفة، وذلك تطبيقًا للسياسات الأمنية المحدثة التي تمنع توليد مثل هذه المحتويات.

أضاف موسيلاك في منشوره: «الطريق الوحيد للمضي قدمًا هو اعتماد هوية رقمية موثوقة، مثل محافظ الهوية الإلكترونية (eID)، التي أصبحت إلزامية في الاتحاد الأوروبي. الشركات مثل شركتنا الناشئة @authologic تقود هذا التحول في مجال التحقق الرقمي. إذا كنت تدير أنظمة KYC في البنوك، التأمين، السفر، أو العملات الرقمية، فقد حان الوقت لتحديث عملياتك».

مع هذه التطورات السريعة، من الواضح أن الذكاء الاصطناعي لا يُعتبر مجرد أداة لتحسين الأعمال فقط، بل يمكن أن يتحول إلى تهديد حقيقي إذا لم يتم توخي الحذر في استخدامه. يتطلب الأمر تحديث الأنظمة وتطبيق تقنيات أمان متطورة لضمان حماية الهوية الرقمية في هذا العالم الذي يتغير بسرعة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى