صحة

فاكهة الدوريان الماليزية.. تكافح السرطان وتعزز المناعة

الترند العربي – متابعات

خطوات قليلة تسير فيها داخل شوارع الدولة الماليزية، حتى تعرف حكاية الثمرة الأشهر في جنوب شرق آسيا، فرائحتها النفاذة القوية، تجبر الجميع علي السؤال عن أصل الحكاية، والكل يجيب بلا تفكير:إنها الدوريان.

نوع من الفواكة المشهورة في ماليزيا وتايلاند والمناطق المجاورة، وهى أغرب ثمرة قد تتذوقها وأغلاها أيضًا، فطعمها يتغير على حسب الحمض النووي وجينات الشخص الذي يأكلها، فهناك من يشبهها بالمانجة، وآخر يتذوق جوز الهند بها، وثالث يري طعمها مقززًا فلا يقترب منها، بل إن البعض قد يتذوق طعمها حلوًا مثل العسل، والبعض الآخر يجد طعم الجبن، وبالتالي لا يتفق اثنان على طعم ثمرة واحدة تذوقوها معًا.

وبسبب رائحتها النفاذة الكريهة لدى البعض، والتي قد تستمر حتى 4 أيام من فتح الثمرة، حرمت الفنادق والمطارات ووسائل النقل العام، حمل ونقل هذه الفاكهة، التي تشبه في شكلها الخارجي الأناناس، وفى شكلها الداخلى فصوص البرتقال بحجم الموز .

وعلى الرغم من الرائحة الكريهة، فإن فاكهة الدوريان واحدة من الفواكه الصحية، فهي غنية بالحديد وفيتامين ج والبوتاسيوم بشكل طبيعي، والذي يحسن قوة العضلات وصحة الجلد يخفض ضغط الدم، علاوة على ذلك، تحتوي الدوريان على الألياف الغذائية المفيدة لصحة الأمعاء، كما أنها تزيد المناعة وتكافح السرطان.

ووفقًا لتقرير نشرته إحدى الصحف الأجنبية، فقد تسببت رائحة كريهة، مصدرها فاكهة الدوريان، في عودة طائرة كانت متجهة من إسطنبول إلى برشلونة في إسبانيا، حيث اضطرت طائرة تابعة للخطوط الجوية التركية للعودة إلى مطار أسطنبول كتدبير احترازي، بعد تحليقها نحو برشلونة، بسبب رائحة كريهة فقد أطلقت أجهزة الاستشعار في قسم الشحن بالطائرة تحذيرا، خلال تحليق الطائرة.

ولدى ملاحظة طاقم الطائرة للرائحة المنتشرة، قرر كابتن الطائرة العودة إلى مطار إسطنبول كإجراء احترازي أثناء تحليقها فوق الأجواء البلغارية، وبعد فحص قسم الشحن بالطائرة، تبين أن سبب الرائحة الكريهة هو فاكهة “دوريان” التي تنبعث منها رائحة كريهة عندما تنضج.

ويطلق أيضًا على هذه الفاكهة طعم الجنة، ورائحة الجحيم، وهى جزءًا من تراث الطعام في مناطق جنوب شرق آسيا، حيث تحظى بشعبية كبيرة على الرغم من رائحتها القوية التي قد تكون مثيرة للجدل، وبفضل نكهتها الفريدة وقوامها الكريمي، تعتبر فاكهة الدوريان محبوبة بين عشاق الفواكه حول العالم، وتستخدم في العديد من الوصفات التقليدية والحديثة.

ورغم كل هذا فقد أصبحت هذه الفاكهة حالة استثنائية تثير الدهشة في عالم الاقتصاد، فهذه الفاكهة المعروفة برائحتها القوية والمثيرة للجدل، تحولت إلى محور تجارة ضخمة، مدعومة بهوس استهلاكي غير مسبوق في الصين، مما رفع الطلب العالمي على “الدوريان” إلى مستويات قياسية خلال السنوات الخمس الماضية، وأشعل سباقاً بين دول جنوب شرق آسيا لتلبية هذا الطلب، طمعاً بالحصول على حصة من الأرباح التي تدرها هذه الفاكهة ذات الرائحة الكريهة.

وتُظهر بيانات بنك HSBC أن الطفرة في الطلب الصيني على فاكهة “دوريان”، بدأت في وقت مبكر من عام 2017، ليرتفع الطلب بشكل قياسي في أواخر عام 2022، ويصل إلى نسبة تفوق الـ 400 % خلال عام 2023، حيث يرى المستهلكون الصينيون في “الدوريان” أكثر من مجرد فاكهة، بل رمزاً يعكس مستوى الرفاهية والقدرة المالية.

وبحسب تقرير أعدته مجلة “فورتش” فإن المستهلكين الصينيين لا يشبعون من “الدوريان”، التي يخفي مظهرها الخارجي الشائك رائحة كريهة، تدفع السلطات في بعض دول جنوب شرق آسيا إلى حظرها في وسائل النقل العام والفنادق والمطارات.

وكانت تايلاند لسنوات الدولة الوحيدة المسموح لها بتصدير “الدوريان” الطازج إلى الصين، ولكن في يونيو 2024 وافقت بكين على السماح بدخول الدوريان الطازج من ماليزيا.

وتباع الفاكهة التي يطلق عليها الخبراء اسم “ملكة الفواكه” بأكثر من 10 دولارات للكيلو في الصين، مقارنة بمتوسط يبلغ حوالي 6 دولارات للكيلو في دول جنوب شرق آسيا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى