تحذيرات من قدرة الذكاء الاصطناعي على التسبب بظهور جائحة أو وباء
الترند العربي – متابعات
حذر خبراء من أن نماذج الذكاء الاصطناعي يمكنها إنشاء مسببات أمراض “جراثيم أو فيروسات وغيرها من الكائنات الحية الدقيقة” قادرة على “التسبب بظهور جائحة أو وباء”.
شهدت نماذج الذكاء الاصطناعي المتخصصة المدربة على البيانات البيولوجية تقدما ملحوظا، بشكل يساعد على تسريع تطوير اللقاحات وعلاج الأمراض وغيرها. ولكن نفس الصفات التي تجعل هذه النماذج مفيدة تفرض مخاطر محتملة.
ولهذا السبب يدعو الخبراء الحكومات إلى إدخال الرقابة الإلزامية والحواجز الواقية للنماذج البيولوجية المتقدمة في ورقة بحثية جديدة نُشرت في 22 أغسطس في مجلة Science التي تمت مراجعتها من قبل الأقران.
وفي حين أن نماذج الذكاء الاصطناعي اليوم ربما لا “تساهم بشكل كبير” في المخاطر البيولوجية، فإن الأنظمة المستقبلية يمكن أن تساعد في هندسة مسببات الأمراض الجديدة القادرة على إحداث الأوبئة.
وصدر هذا التحذير في الورقة البحثية من قبل مؤلفين مشاركين من جامعة جونز هوبكنز وجامعة ستانفورد وجامعة فوردهام، الذين يقولون إن نماذج الذكاء الاصطناعي “يتم تدريبها، أو هي قادرة على التلاعب بشكل هادف بكميات كبيرة من البيانات البيولوجية، من تسريع تصميم الأدوية واللقاحات إلى تحسين غلة المحاصيل”.
ولكن كما هو الحال مع أي تقنية جديدة قوية، فإن مثل هذه النماذج البيولوجية ستشكل أيضا مخاطر كبيرة.
وبسبب طبيعتها العامة، يمكن استخدام نفس النموذج البيولوجي القادر على تصميم ناقل فيروسي حميد لتقديم العلاج الجيني لتصميم فيروس أكثر إمراضية قادرا على التهرب من المناعة الناجمة عن اللقاح”.
واستمرت الورقة البحثية في القول: “إن الالتزامات الطوعية بين المطورين لتقييم القدرات الخطيرة المحتملة للنماذج البيولوجية ذات مغزى وأهمية، ولكنها لا يمكن أن تقف بمفردها. نقترح أن تقوم الحكومات الوطنية، بما في ذلك الولايات المتحدة، بتمرير التشريعات وتحديد القواعد الإلزامية التي من شأنها منع النماذج البيولوجية المتقدمة من المساهمة بشكل كبير في المخاطر واسعة النطاق، مثل إنشاء مسببات الأمراض الجديدة أو المحسنة القادرة على التسبب في أوبئة كبرى أو حتى جوائح”.
وعلى الرغم من أن نماذج الذكاء الاصطناعي اليوم من غير المرجح أن “تساهم بشكل كبير” في المخاطر البيولوجية، فإن “المكونات الأساسية لإنشاء نماذج بيولوجية متقدمة مثيرة للقلق قد تكون موجودة بالفعل أو ستوجد قريبا”.
وبحسب ما ورد، أوصى الخبراء الحكومات بإنشاء “مجموعة من الاختبارات” التي يجب أن تقوم بها نماذج الذكاء الاصطناعي البيولوجية قبل إصدارها للجمهور، ومن ثم يمكن للمسؤولين تحديد مدى تقييد الوصول إلى النماذج.
وقالت أنيتا شيشرون، نائب المدير في مركز جونز هوبكنز للأمن الصحي وأحد مؤلفي الورقة البحثية، وفقا لمجلة “تايم”: “نحن بحاجة إلى التخطيط الآن. ستكون بعض الرقابة الحكومية المنظمة والمتطلبات ضرورية من أجل تقليل مخاطر الأدوات القوية بشكل خاص في المستقبل”.
وبسبب التقدم المتوقع في قدرات الذكاء الاصطناعي والسهولة النسبية في الحصول على المواد البيولوجية وتوظيف أطراف ثالثة لإجراء التجارب عن بعد، تعتقد شيشرون أن المخاطر البيولوجية الناجمة عن الذكاء الاصطناعي قد تتجلى “في غضون العشرين عاما القادمة، وربما حتى أقل من ذلك بكثير”، ما لم يكن هناك إشراف مناسب.
وتضيف: “نحن بحاجة إلى التفكير ليس فقط في الإصدار الحالي من جميع الأدوات المتاحة، بل والإصدارات التالية، بسبب النمو الهائل الذي نراه. ستصبح هذه الأدوات أكثر قوة”.