آراء

ما خبأته السينما المصرية عن حفيد السيد أحمد عبدالجواد

علاء أبوزيد

رغم جرأة المخرج حسن الإمام في تقديم ثلاثية نجيب محفوظ في ثلاثة أفلام، تظل الثلاثية مليئة بأسرار لم تقوَ السينما عن الإفصاح عنها رغم أنها أشارت لها من بعيد.

رضوان ياسين حفيد السيد أحمد عبد الجواد يلخص هذه القضية، فهو الحفيد الوحيد الذي يحمل اسم جده وبقية الأحفاد من بنات أحمد عبدالجواد، وهو الشخصية المركبة للغاية التي تحتاج إلى مخرج جديد يقرؤها بعمق ويعيد تقديمها في عمل يليق بهذه الشخصية خلاصة خطايا الأب والجد.

كان منظر رضوان ياسين وهو يسير في الغورية بخطواته المتئدة ما يلفت الأنظار حقًا، كان في السابعة عشرة من عمره، مكحل العينين، متوسط القامة، مع ميل خفيف إلى الامتلاء، أنيق الملبس إلى حد التبرج، ينتسب ببشرته الوردية إلى آل عفت، فهو يشع بهاء ونورًا، وتنم حركاته عن دلال من لا يخفى عليه جماله.

هذا الوصف من نجيب محفوظ للصفات الشكلية لرضوان يجعلنا نفهم لماذا كان ولع الباشا عبدالرحيم عيسى برضوان منذ وقعت عيناه عليه للمرة الأولى.

طموح رضوان وكراهيته الدفينة لظروفه وعلاقته الشائكة بأمه وخجله من سيرة والده واحتقاره الدفين للمرأة وقراره السري بألا يتزوج، يؤهله للطريق الذي وافق على السير فيه، فيقبل دعوة الباشا بزيارته في بيته الهادئ في حلوان.

لا يكشف محفوظ كل شيء عن شخصية الباشا، ولكن يتركك تكتشف من هو منذ وصول رضوان لبوابة بيت الباشا.. كان يجلس على أريكة عند باب البواب وسائق السيارة.. بواب نوبي بارع القسمات ممشوق القوام، وسائق في ريق الشباب مورد الخدين.

في أثناء المقابلة يدخل الخادم حاملًا صينية القهوة وكان فتى أمرد شبيهًا بالبواب والسائق.

كان الباشا كما أعلن عن نفسه لرضوان يحب السهر والجمال والغناء، ولا تبدأ سهراته مع من يحب إلا مع الواحدة بعد منتصف الليل.

وافق رضوان على أن يكون صديقًا للباشا، وفي المقابل بدأ صعوده السياسي وبسط نفوذه على عائلة كانت في أشد الحاجة لمن يأخذ بيدها بعد أن شاخ كبير العائلة السيد أحمد عبدالجواد، وفقد نفوذه وأصبح يعيش أيامه الأخيرة مستأنسًا بزمن مضى من المسرات.

عبدالمنعم ابن عمته بعد موت نعيمة ابنة خالته عائشة يتزوج من كريمة ابنة زنوبة وأخت رضوان من الأب ياسين، ويصبح رضوان مطالبًا بالبحث عن وظيفة لعبدالمنعم وينجح بنفوذه في تعيين عبدالمنعم محاسبًا في وزارة الأوقاف،

أبوه ياسين الذي لا يصلح للترقية يوسط رضوان فيقوم بترقيته بديلًا لزميله الأكبر سنًا والأحق بالأقدمية في الترقية.

كمال يلجأ إليه متجاوزًا إحساسه بالإهانة في أن يطلب من ابن أخيه إنقاذه من قرار صدر بنقله إلى غياهب الصعيد ليوقف رضوان القرار ويستمر كمال في وظيفته داخل حيه العتيق.

كلما انتصر الوفد وتمكن من الحكم لمرات قصيرة يختفي رضوان ويفقد نفوذه، ثم يعود لصدارة المشهد بإزاحة الوفد من الحكم أو مع عودة الباشا إلى نفوذه.

المصدر: سوليوود

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى