فاطمة العدلانيكُتاب الترند العربيمنوعات

لها

فاطمة العدلاني

كيف تبدو لك هيئتك في المرآة؟
كيف تنظري إليك أخبريني؟
هل تنظري مُبتسمة معجبة مفتخرة متغطرفة بنفسك.
أم ساخطة غير راضية؟
تُبحلقي بإمعان في لون باهت تحت عينيك إثر الشمس، و عينيك الواسعتين التي طالما نظرتي إليهم تمنيتي عيونا ضيقة خضراء، تدققي مرات و مرات في الصباح كما لو أنك تنتظري صغر أنفك، تكتئبي أيامًا وأيامًا تناجيه لو قدر لك فقط اثنان من السنتيمترات أطول أو أقل.. وقلتِ لو كُنتِ ذو شعر كيرلي طويل كعارضة الأزياء فلانة!
أسمعك عزيزتي تقولين أتطلبين مني أن لا أتمنى الافضل؟
ومن أخبرك عزيزتي أنه الافضل أن تضيق عينيك واحدًا من ألف على ما أنت عليه أو أن تتلون خضراء أو أن الأجمل لو أصبح أنفك أصغر؟! من أخبرك أن هيئتك القصيرة مع بسمتك غير ساحرة؟! ربما تكمن فيها ملامحك الخاطفة، ومن أخبرك أن هيئتك طويلة القامة غير جذابة بشكل فردي ؟!
كيف ظننتِ أن شعرك الناعم الحريري لا تتمناه ذو الشعر الكيرلي حين تعاني منه كل ليلة عند تمشيطه
وكيف خطر ببالك أن طول شعرك غير ملائم لك!
هل فكرتِ يومًا أن كل هذا لك وفقط لأنكِ أنت؟
أنتِ فقط من رزقك الله بعينين بُنيتين ليكمن فيها سحرك بشرة قمحاوية مائلة للبيضاء لأن ملامحك الخاطفة لا تليق بالملامح الغربية، شعرك الناعم الحريري الأسود تتمناه ذو الشعر الكيرلي المجعد وإذا كنت من ذوات الشعر المجعد فثقي تماما أن ذو الشعر الناعم تتمنى يوما بل لحظة وشعرها مثلك دون أي تدخل منها.
أتظنين عارضة الأزياء والموديل العالمية المعروفة لا تنظر في المرآه كل صباح ناقضة نفسها!!
تنقض ماذا! كل شيء ربما تنتقض شعرها المجعد الكيرلي أو طولها الذي تحبيه وربما لون بشرتها الفاتح الذي حاولتِ الحصول عليه بمستحضرات التجميل وربما تمنت لو كانت عينها واسعة مثلا مثلك!
لكن هل هي تفرق عنك!
لا أعتقد ذلك البتة فربما أنتِ أجمل بكثير في الواقع منها ولكن كل ما في الأمر أنها وصلت بجمالها إلى العيون النابعة من رؤيتها، وما وصل إليك من جمالها يشرح أنها يستحيل أن تكون غادرت المِرآة دون ثقة أنها الأجمل وأنها تبدو فريدة. لا بد أنها رأت أنها هي ولا غيرها فخطت بثقة واثقة في نفسها.
ويقولون (واثق الخُطى يمشي ملكا)
لن يرى من حولك جمال روحك إلا وقد رأيتيه قبلهم،
يبدو الناس أجمل حين يرون في أنفسهم خيرا لكن دون إفراط أو تفريط!
إذا انتظرتِ من يرى لمعة قلبك دون أن تنبع وثقتك بنفسك دون أن تُعرض ومن يؤمن بك قبل أن تؤمني بها أولا، فستعيشي عمرك كله وبداخلك جزء منطفئ لم يره أحد!
هل فهمتِ كيف يبدو كل ذي أمر بالأمر!
فقط أؤمني به أولاً.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى