آراء

الممثلون وتحدي نجاح الشخصية

عبدالرحمن الأنصاري

تحتفظ ذاكرة متابعي وعشاق السينما بأدوار تاريخية كانت بمثابة نقطة الانطلاق أو التحول في مشوار العديد من الممثلين نحو دروب المجد والنجومية، وتسطير أسمائهم في أكبر المناسبات السينمائية وأشهرها وأكثرها سمعة من حول العالم، ويكون ذلك من خلال إجادة الدور وإتقانه بشكل لافت لا يكاد يفارق مخيلة المشاهدين؛ حتى تصبح شخصية الدور ملازمة لصاحبها، وقد تصل إلى أن تكون أشهر من شخصيته وهويته الحقيقية.

ولنضرب على ذلك مثالاً، سنعود بذاكرتنا إلى حقبة الثمانينيات التي اشتهرت فيها سلسلة أفلام «رامبو»، التي يؤدي دور البطولة فيها الممثل الأميركي الشهير “سلفستر ستالون”، وعربيًا تبرز شخصية «اللمبي» للفنان الكوميدي المصري “محمد سعد”. وبنظرة سريعة لهذين المثالين نجد أن شخصيتي «رامبو واللمبي»، أصبحتا أشهر بكثير في الواقع من أصحابها الذين قاموا بتأديتها حتى كادا لا يعرفان إلا بهما، في صورة طبيعية نظرًا للانتشار الذي حظيتا به بين مختلف فئات المشاهدين من المجتمع. وحديثًا يشاركهم في ذلك بطل المسلسل الشهير «بيكي بلايندرز»، الذي أصبحت شخصية «تومي شيلبي» التي يؤديها في المسلسل أشهر وأكثر انتشارًا من اسمه الحقيقي «كيليان مورفي».

ولأن من أبرز ما يميز الممثل أو الفنان الناجح، قدرته على التنويع في أداء الأدوار والشخصيات بمختلف أنواعها وظروفها، يعدُّ البروز في دور محدد وتكرار الشخصية، سواء على المستوى المحلي أو العالمي، مثار نقاش وتداول حول عدم إجادة ذلك النجم لأدوار أخرى، وما أسباب تكرار تلك الشخصية؛ إذ يعد الممثل أحد أهم عناصر الفيلم السينمائي، فهو الذي ينقل للمشاهد رسالة الفيلم، ويجسِّد شخصية البطل أو الشرير أو الداعم؛ وبالتالي قد يسبب ذلك فقدان الممثل للتنوع والإبداع في أدائه، ويصبح مملاً ومتكررًا للمشاهد، كما قد يفقده التحدي والتطور في مسيرته الفنية، ويصبح راضيًا عن الوضع الراهن؛ إضافة إلى تضييعه لفرصة تقديم أدوار جديدة أو مختلفة تظهر جوانب أخرى من موهبته وشخصيته.

وكما أن من العوامل التي تجعل الممثل يكرر نفسه هي تحقيق النجاح في دور معين حتى أصبح علامة فارقة في مسيرته الفنية، يجب عليه أن يتحدى ذلك لتحقيق نجاح مماثل في شخصيات أخرى تبعده عن تقييد نفسه في قالب معين وأدوار محددة قد لا يستطيع مع مرور الوقت الخروج منها، كما هو الحال مع النجم العالمي «توم هانكس» الذي استطاع أن يبرز في العديد من الأدوار تمكن من خلالها من الحصول على ست جوائز أوسكار، منها خمس جوائز كأفضل ممثل رئيسي. كما لا يفوتني الإشارة إلى الفنان العربي الكبير الراحل «أحمد زكي» الذي حققت أدواره المتنوعة نجاحًا باهرًا، منذ انطلاقته حتى آخر أعماله، التي وثقت حياة أسطورة فنية خالدة عبدالحليم حافظ في فيلم «حليم».

المصدر: سوليوود

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى