آراء

أنت الجلاد وأنت الضحية

هلا خباز
النفس البشرية معقدة جدًا، معقدة درجة التمويه والترائي وكأننا نشاهد أنفسنا من خلف قماش شيفون متموج، لن أتطرق لها من ناحية علمية فلست أهلًا لذلك، ولكني سأتحدث وأنا أجلس على شباك المقهى أنتظر عودة الشتاء وأرصد المارة ضحكاتهم، عبساتهم وردات أفعالهم، وأنا أتذكر ردات فعلي ومواقف الآخرين اتجاهي.

أكنت دومًا على صواب؟

ولأني من عشاق جلد الذات سأقول إنني كنت على خطأ.

لسنا دومًا ضحايا ومظلومين ولا ظلمة وجلادين، نحن ميزان بمكيالين، والعاقل خصيم نفسه، هو من يعرف متى ترجح كفة الميزان. من يعرف متى يتقمص الأدوار.. ألسنا على مسرح ولكل شخص منا دور؟

قرأت يوماً عبارة جميلة لعبده خال تلخص الكثير مما أود قوله: ” نحن نخلق أحزاننا بغباء، ونمعن في تضخيمها لتحيل حياتنا إلى كابوس مريع “.

الإنصاف..
كلمة رنانة وقد نطلقها كثيرًا على أنفسنا وعلى غيرنا ولكن دون وعي حقيقي، أنا منصف تعني أنني غير متحيز، ألا أظلم حتى من يخالفوني الرأي والمواقف، أن أنطق الحق حتىوإن خسرت معاركي،أن أنصف نفسي والآخرين.

هل أنت منصف ؟
أغلب مشاكلنا تتمحور حول تصورينا لأنفسنا بكاميرا سناب شات متعددة الفلاتر، تزين لنا حقائقنا بالصورة التي نريد وماعلينا سوى أن نختار ما نود تصديره للآخرين.

كم من مرة تأذيت من موقف وجلست في ركنك تفكر.. لمَ حصل؟ وماهو دوري في ذلك؟ بدلاً من نشر بوستات وأغاني تعزز احساسنا بالظلم.. أين أنت من كل هذا؟ وماهو الفعل الذي أدى لرد فعلهم.

يقول الأديب الطيب الصالح:” لو ان كل انسان عرف متى يمتنع عن اتخاذ الخطوة الأولى، لتغيرت أشياء كثيرة، الإنسان ينسى، يتناسى يتحايل أو ينضج”.

لسنا دومًا ضحايا ولسنا دوما جلادين.. وإن وجد أناس يلتفون حول الحقائق، يجاهرون بأنا الجلاد لكسب عطف الضحية، يغذون الأنا لكسب أدوار البطولة الزائفة والمواقف المشرفة التي تلمع صفحة أنا الضحية!

المسألة باختصار أننا نلعب أدوارًا متعددة، ونساهم في رسم أدوار الآخرين.. لايهم على أي منصة تقف كل مايهم ألاتدخل معركة ليست ذو شأن، حينما تود أن تعبر أن تقاتل أن ترفع كفك بوجوههم جابه لاتخشى شيئًا، جابه بإنصاف لتكون أرقى، أنضج وأجمل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى