آراء

ما وراء الإطار في الرياض

إيمان محمد

تشهد الرياض بتاريخ 7 – 14 نوفمبر الحدث الختامي من سلسلة نشاطها الثقافي لمؤتمر النقد السينمائي تحت عنوان «ما وراء الإطار» بتنظيم من هيئة الأفلام، وبشراكة إعلامية مع موقع سوليوود السينمائي الموقع الأول في تغطية أخبار السينما السعودية. يأتي هذا المؤتمر بعد مروره بخمس مدن وهي: الظهران وجدة وأبها وتبوك وبريدة، اجتمع فيها صناع السينما والهواة والمهتمون بهذا المجال على المستوى المحلي والعالمي؛ إذ يعبّر هذا الحدث تحت جملة «ما وراء الإطار» عن امتداد الرؤية الفنية واتساعها لاستيعاب أحكام التقييم والنقد لجماليات العمل السينمائي، وهي أيضًا جملة تعبر عن الأبعاد الخفية التي تستند إلى مدارس مختصة في النقد والتحليل لتقويم المنتج السينمائي.

ومن المقرر على هامش هذا الحدث الثقافي عرض عدد من الأفلام العربية والأجنبية، ثلاثة منها أفلام سعودية، إذ سيتم عرض فيلم «مدينة الملاهي» المنتج في عام 2020، من تأليف وإخراج وائل منصور؛ والفيلم القصير «من يحرقن الليل» المنتج في عام 2020، من تأليف وإخراج سارة مسفر؛ وفيلم «طريق الوادي» المنتج في عام 2023، من تأليف وإخراج خالد فهد؛ وفيلمين مصريين وهما الوثائقي «صبيان وبنات» المنتج في عام 1995 للمخرج يسري نصر الله، وفيلم «ميكروفون» المنتج في عام 2010، من تأليف وإخراج أحمد السيد. وعلى مستوى الأفلام الأجنبية، سيعرض الفيلم البولندي «EO» المنتج في عام 2022، والفيلم الأميركي «Barbie».

تأتي هذه الاختيارات المتنوعة للأفلام على أساس تنوع المدارس النقدية وتباين الثقافات والأفكار والاتجاهات الفلسفية لصناع الأفلام. ويأتي «مؤتمر النقد السينمائي» أيضًا في عامه الأول امتدادًا لتطور مدارس النقد منذ الحضارة الإغريقية، بدءًا من مدرسة النقد الكلاسيكية وتحولاتها بعد ذلك وفق ظروف المجتمعات، إلى رومانسية وواقعية وانطباعية وغيرها من مدارس ومذاهب، ووصولًا إلى مدارس النقد الحديثة البنيوية والتفكيكية والموضوعية.

يفتتح المؤتمر بعرض فيلم تسجيلي مهم للمخرج يسري نصر الله «صبيان وبنات»، الذي ذكر في لقاء سابق عن فكرة فيلمه التي عبرت عن استفزازه اتجاه تصريح أحد قياديي جماعات التنظيم الجهادية بانتصاره في قضية انتشار الحجاب وإرجاع الفضل في ذلك للجماعة بلا اعتبار للخيارات الفردية البعيدة عن فكر الجماعة؛ وأن ما رافق هذه المرحلة من قيود مهما كانت صرامتها سواء بوجود حجاب أو فصل بين الجنسين، فإن الحب دائمًا أقوى من كل الحواجز والقيود؛ وأن نسب ارتداء الحجاب للجماعة هو مفهوم خاطئ وحرب مجتمعية باطنها تقسيم المجتمع وتفكيكه ومحاولة تجنيد أفراده بقانون الجماعة لأفراد بسطاء مسالمين لا يعنيهم الفكر الإرهابي للجماعة. الفيلم حسب رؤية المخرج أتى لأجل توعية بسطاء الناس من خطر تسيد فكر الجماعة على المجتمع وسلب «بساطتهم» التي من خلالها استطاع توظيف رسالته في إنجاح الفيلم.

يحل المخرج يسري نصر الله ضيفًا قديرًا في مؤتمر النقد السينمائي في الرياض بخبرته التي استحق عليها مؤخرًا جائزة الهرم الذهبي التقديرية لإنجاز العمر.

المصدر: سوليوود

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى