آراء

أنت وأنا وياريت

هلا خباز

نوبة سهر ثانية

باتت تزورني كثيرًا

لاشيء سوى التأمل

ومن منصة لآخرى

وسمعتها صدفة “حين التقيتك عاد قلبي نابضًا”

وجا ببالي.. مين؟

هو.. تحديدًا هو

“عاد قلبي نابضًا”

معقول حتى قبل اللقا، ومع بعد المسافات؟

مين قال إن البعد ما بيخلينا نحس ونتمنى

مين قال إن الصوت والصورة غير قادرين على إيصال أحاسيسنا ومشاعرنا

نرجع شوي لورى لغادة السمان ولغسان كنفاني سبقونا كثير بقصة بدأت من أروقة جامعة دمشق، أخدتهم السنين وجمعتهم الأيام لاحقًا، وكتبت له يومًا تقول: “أعلم أنك تفتقدني لكنك لا تبحث عني وإنك تحبني ولا تخبرني وستظل كما أنت صمتك يقتلني.”

جاء رد غسان: “ولكنني متأكد من شيء واحد على الأقل هو قيمتك عندي كل ما بداخلي يندفع لك بشراهة لكن مظهري ثابت”.

ولما نحكي عن قصص حب ولدت وعاشت بالبعد لايمكن أن نغفل فتيل شراراة أحاسيس مي زيادة إلي انطلقت لما قرأت الأجنحة المتكسرة لجبران خليل جبران، حيث أرسلت له يوما تقول:

“أريد أن تساعدني وتحميني، وتبعد عنّي الأذى ليس بالرّوح فقط، بل بالجسد أيضاً، أنت الغريب الذي كنتَ لي بداهة وعلى الرّغم منك أباً، وأخاً، ورفيقاً وصديقاً، وكنتُ لك أنا الغريبة بداهة وعلى الرّغم منّي أمّاً، وأختاً ورفيقة وصديقة، عنك وعن صحّتك، وأذكر عدد ضربات قلبك، وقل لي رأي الطّبيب افعل هذا، ودعني أقـف على جميع التّفاصيل. كأنّي قريبة منك، أخبرني كيف تصرف نهارك.. أتوسل إليك أن تتناول الأدوية المقويّة مهما كان طعمها ورائحتها”.

قصص كثير بدأت وكبرت بالغربة والشتات، قصص خلدتها مشاعر انكتبت بورقة وقلم، وانتظار الرد بأيام وشهور.

ويبقى السؤال الأكثر تدوالاً هل الحب في زمن التواصل الاجتماعي حقيقي؟ حكايات قد تبتدأ وتنتهي بضغة زر.

من وجهة نظري الشخصية جدا.. هو حقيقي أدوات تواصلنا صارت أسهل وأسرع ” صوت وصورة وفيديو كول “.. مشاعرنا أقرب وأوضح، احنا بزمن صارت غربتنا أونس.

كم قصة بدأت بعد لايك؟ وكم بيت انبنى بعد فولوا؟ وكم عقد صار على الزوم وبضغطة زر؟ هي أدوات العصر ولا علاقة لها بصدق وعمق مشاعرنا.

لما نحكي مع بعض واسمع ” هلا” بصوته غير.

ولما يكون عنده وقت ويكلمني فيديو وأشوف لمعة عيونه لما أطل.

لما صرت أعرف من أغنيته حالته، ومن قصته أعرف كيف قضى يومه وكيف نام مقهور لما انهزم فريقه.

ولما صرت حس بأمان الدنيا من صورة أرجع لها كل ما أخدني الحنين، ولما أرسل له كلام مفهوم أو غير مفهوم بس لأني اشتقت.. ويرد على بقلب أخضر وحاسس فيك، لما أعرف أن 430 كيلو أقرب برنة التلفون، لما يكتمل يقيني إن لا للزمن ولا لأدوات التواصل ذنب بقصص ما اكتملت، وإننا بزمن لازم يكون فيه الحب للأوفى والأصدق.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى