ملحمة سينمائية تتشكل… آل الشيخ يطلق شرارة “خالد بن الوليد” من قلب ستديوهات الحصن والقدية
الترند العربي – متابعات
شهدت العاصمة الرياض حدثًا لافتًا يعكس حجم التحول الذي تعيشه الصناعة السينمائية في المملكة، وذلك خلال الزيارة التفقدية التي أجراها معالي المستشار تركي بن عبدالمحسن آل الشيخ، رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للترفيه، إلى ستديوهات “الحصن Big Time” وستديوهات “القدية”. الزيارة جاءت لمتابعة التحضيرات المتقدمة للعمل السينمائي التاريخي الذي يتناول سيرة الصحابي القائد “خالد بن الوليد”، أحد أبرز الشخصيات العسكرية في التاريخ الإسلامي، والذي يُعد من أضخم الإنتاجات العربية المنتظرة في السنوات الأخيرة.
العمل يتم إنتاجه من قبل شركة “صلة”، وبرعاية الهيئة العامة للترفيه وموسم الرياض، في خطوة تُعتبر جزءًا من مشروع وطني ضخم يستهدف بناء صناعة سينما سعودية تنافس عالميًا، وتروي قصصًا عربية بعيون عربية وإنتاج متكامل يرتقي إلى أعلى المعايير.

زيارة تفقدية تكشف عن حجم المشروع
معالي المستشار تركي آل الشيخ وصل صباح الإثنين إلى موقع التصوير، حيث رافقه مسؤولون وفنّيون للاطلاع على آخر التطورات الميدانية المتعلقة بالفيلم. الزيارة لم تكن بروتوكولية فحسب، بل جاءت في لحظة حساسة من مراحل التحضير، إذ يعمل فريق الإنتاج منذ أكثر من عام على بناء بيئة تقنية وبصرية قادرة على حمل هذا النوع من الأعمال التاريخية الثقيلة.
معاينة آل الشيخ شملت مساحات واسعة داخل ستديوهات الحصن والقدية، حيث اطلع على تجهيزات مواقع المعارك التي تطلّبت بناء نماذج ضخمة، بعضها يجسّد ساحات تاريخية، وأخرى تستعيد أجواء المدن والأسواق في العصور الإسلامية الأولى. مساحة العمل في ستديوهات الحصن باتت تشبه مدينة متكاملة تتسع لعشرات المواقع والفراغات المهيأة للتصوير، ما يعكس حجم الاستثمار في البنية التحتية السينمائية داخل المملكة.

الهندسة البصرية… من الرسم إلى الواقع
أحد أهم محاور الزيارة تمثّل في الاطلاع على النماذج الأولية للبيئات التاريخية، بما فيها التخطيطات البصرية التي تحاكي الحقبة الزمنية التي عاش فيها “خالد بن الوليد”. التصميمات المعمارية للفيلم تُظهر حرص الفريق الفني على خلق عالم واقعي لا يكتفي بالزخرفة الشكلية، بل ينقل التفاصيل الصغيرة التي تُضفي مصداقية على التجربة البصرية.
وقد تضمنت الجولة استعراض خطة التنفيذ الخاصة ببناء المدن والأسوار والمداخل والأسواق، إضافةً إلى ميادين تدريب عسكرية يتم استخدامها لتصوير المشاهد القتالية. هذه النماذج لم تُترك للخيال فقط، بل بني الكثير منها من مواد حقيقية تجسّد المظهر التاريخي، ضمن رؤية تسعى لتقديم فيلم تاريخي أصيل بصريًا.

تطوير الأعمال القتالية… عنصر محوري في الفيلم
من بين النقاط اللافتة التي تابعها آل الشيخ بشكل دقيق هي الأعمال القتالية، وهي من أعقد العناصر في الأفلام التاريخية. هذه الأعمال تتضمن تدريبات مكثفة للجنود والممثلين والكومبارس، لضمان تنفيذ حركات قتالية واقعية تحاكي ما ورد في المصادر التاريخية.
التقنيات المستخدمة تتنوع بين التدريب على السيوف والرماح، ومحاكاة المعارك واسعة النطاق، وتنسيق حركة المجموعات العسكرية. الهدف من ذلك هو خلق مشاهد لا تعتمد على المؤثرات الرقمية فقط، بل تتأسس على أداء بشري منظم ودقيق يعكس المهارة والاحتراف.
تصميم الأزياء والعمارة… إعادة بناء حقبة كاملة
في جزء آخر من الجولة، اطلع آل الشيخ على التصاميم النهائية للأزياء العسكرية والمدنية، وهي تصاميم تراعي اختلاف الفئات الاجتماعية والعسكرية خلال الفترة الزمنية التي يسردها الفيلم. الأزياء تعتمد على مصادر تاريخية موثوقة، وتستفيد من أبحاث موسّعة في الفنون الإسلامية والكتب التراثية.
كما شملت الجولة معاينة تصاميم العمارة، بما فيها المنازل والأسواق والمعسكرات العسكرية. وقد اعتمد المصممون على ألوان ومواد تتوافق مع الطبيعة التاريخية للحقبة، لتجنب الانفصال البصري الذي قد يحدث عند دمج المشاهد الحقيقية مع المؤثرات الرقمية.
تعاون دولي يرفع سقف الطموح
من الجوانب المهمة في الزيارة لقاء آل الشيخ مع كبار صناع العمل، وفي مقدمتهم المخرج العالمي أليك ساكاروف، المعروف بأعمال ضخمة مثل Game of Thrones وMarco Polo، إضافة إلى المنتج العالمي ريتشارد شاركي الذي يمتلك سجلًا واسعًا في الإنتاج المرتبط بالأعمال الملحمية.
هذا التعاون الدولي لا يمثّل فقط خطوة لرفع جودة العمل، بل يعكس انفتاح المملكة على استقطاب الخبرات العالمية لتطوير المحتوى المحلي. صناع العمل أكدوا خلال لقائهم بمعالي المستشار أن المشروع يسير وفق خطة محكمة، وأن السعودية باتت تمتلك بنية تحتية تضاهي الدول الكبرى في مجال صناعة السينما.
الأبعاد الوطنية والاستراتيجية للفيلم
الفيلم ليست قيمته فنية فقط، بل يحمل بُعدًا وطنيًا كبيرًا من حيث دوره في إبراز الشخصيات التاريخية العربية والإسلامية بلغة بصرية حديثة. كما أنه يُعبّر عن رؤية المملكة 2030 التي تتضمن توسيع قطاع الثقافة والترفيه، وبناء اقتصاد إبداعي مُستدام.
هذا النوع من الإنتاج يضع السعودية في موقع ريادي داخل المنطقة العربية، ويجعل من قصص التاريخ الإسلامي مادة سينمائية قادرة على الوصول إلى جمهور عالمي، خاصة في ظل الطلب المتزايد على الأعمال التاريخية ذات الإنتاج الضخم.
نحو صناعة سينما سعودية عالمية
زيارة آل الشيخ جاءت لتؤكد أن الاستثمار في السينما لم يعد تجربة فردية، بل منظومة كاملة تشمل التجهيزات، التدريب، المواهب، والتسويق، وذلك بهدف بناء صناعة قادرة على الاستمرار.
هذا المشروع خصوصًا يُعد نقطة تحول مهمة، لأنه ليس مجرد فيلم، بل تجربة متكاملة تأخذ المشاهد إلى عمق التاريخ، وتقدم شخصية “خالد بن الوليد” بعيدًا عن القوالب النمطية، بل في سرد بصري فخم يعرض حياته العسكرية والسياسية والإنسانية.
استعدادات مكثفة قبل بدء التصوير الفعلي
وفق مصادر داخل الفريق، يجري حاليًا إتمام اللمسات الأخيرة قبل بدء التصوير، بما في ذلك اختيار مواقع إضافية في مناطق سعودية أخرى تحاكي طبيعة المعارك التاريخية. كما يتم اختبار الإضاءة الطبيعية والاصطناعية، وتجربة الزوايا التي سيتم استخدامها في المعارك الكبرى.
هذه التحضيرات الطويلة ليست مبالغة، بل هي معيار عالمي لأي إنتاج ضخم يعتمد على الدقة، خاصة في الأعمال التاريخية التي تتطلب واقعية عالية واحترامًا للنصوص الأصلية.
ردود الفعل بعد جولة آل الشيخ
عقب الزيارة، تفاعل الجمهور بشكل كبير عبر منصات التواصل الاجتماعي، حيث جاءت التعليقات مرحبة ومتحمسة لمشروع يُنتظر أن يكون علامة فارقة في السينما العربية. بعض المغردين اعتبروا أن الفيلم قد يفتح الباب أمام أعمال تاريخية أخرى، فيما رأى البعض أنه خطوة مهمة لتعريف الأجيال الجديدة بقامات تاريخية مؤثرة.
التحديات التي تواجه العمل
رغم التقدّم الكبير، إلا أن فريق العمل يواجه تحديات متعددة، أهمها التنسيق بين فرق دولية ومحلية، وتوفير بيئات طبيعية تتناسب مع الأحداث التاريخية، إضافة إلى الحاجة لضبط تفاصيل دقيقة تتعلق بتاريخ السلاح والملابس واللغة.
لكن وفق ما ظهر خلال الزيارة، فإن حجم الاستعدادات يعكس قدرة كبيرة على تجاوز هذه التحديات، والالتزام بإخراج العمل بالشكل الذي يليق بشخصية بحجم خالد بن الوليد.
أهمية الفيلم للهوية الثقافية السعودية
الفيلم ينسجم مع توجه المملكة نحو استخدام السينما كأداة لتعزيز الهوية الثقافية والتاريخية، عبر تقديم أعمال تبرز الإرث العربي والإسلامي بأسلوب جذاب وجريء وقادر على المنافسة عالميًا.
إن سرد قصة قائد عسكري مثل “سيف الله المسلول” ليس مجرد سرد للوقائع، بل هو إعادة إحياء لقيم الشجاعة والقيادة والعدل، وهو ما يجعل الفيلم أكثر من مجرد عمل فني، بل مشروع ثقافي ووطني.
ما أهمية زيارة تركي آل الشيخ لستديوهات الحصن والقدية؟
الزيارة جاءت لمتابعة مراحل التحضير النهائية للفيلم وضمان التزام العمل بالمعايير الفنية والجودة المطلوبة.
من هم أبرز الأسماء المشاركة في صناعة الفيلم؟
المخرج العالمي أليك ساكاروف، والمنتج ريتشارد شاركي، إضافة لفرق فنية سعودية ودولية متخصصة.
متى يبدأ التصوير الفعلي للفيلم؟
بحسب المعلومات المتاحة، يتم حاليًا وضع اللمسات الأخيرة قبل بدء التصوير في مواقع متعددة داخل المملكة.
ما الذي يميز هذا الفيلم عن غيره من الإنتاجات العربية؟
ميزانيته الضخمة، طاقمه العالمي، ودقته التاريخية، إضافة إلى كونه جزءًا من مشروع وطني هدفه تطوير صناعة السينما السعودية.
اقرأ أيضًا: أزمة تنفجر ثم تُحتوى.. كواليس الصلح بين مدرب منتخب مصر ومهاجمه قبل كأس العرب


