
بعد وصية “أحمد عامر”.. أغرب وصايا الفنانين قبل الرحيل
الترند العربي – متابعات
عاد الحديث بقوة عن وصايا الفنانين العرب قبل وفاتهم، بعد رحيل الفنان المصري أحمد عامر مؤخرًا، حيث كشفت مصادر مقربة من أسرته أن الفنان الراحل أوصى مدير أعماله شخصيًا بحذف جميع أغانيه من مواقع التواصل الاجتماعي والمنصات الرقمية بعد وفاته، رغبًة منه في إنهاء رحلته الفنية بهدوء، دون أن تبقى أعماله عرضة للتداول أو الاستغلال بعد رحيله.
وتُعد هذه الوصية من أحمد عامر من أغرب الوصايا الفنية الحديثة، وتعيد إلى الواجهة ظاهرة الوصايا الخاصة التي يتركها بعض الفنانين قبل موتهم، ما بين وصايا روحية، وأخرى درامية، وأحيانًا صادمة.
أحمد عامر… وداع مختلف خارج الأضواء
رحل الفنان المصري أحمد عامر بهدوء يشبه كثيرًا ملامح شخصيته، لكن ما ميّز لحظة وداعه لم يكن فقط تشييع جنازته دون مظاهر عزاء، بل وصية فنية خاصة تركها لمدير أعماله، عبّر فيها عن رغبته في حذف جميع أغانيه من الإنترنت، ووقف تداولها عبر مواقع التواصل الاجتماعي والمنصات الرقمية، بمجرد وفاته.

تلك الخطوة لم تكن عابرة أو انفعالية، بل تعكس وعيًا عميقًا من الراحل بطبيعة الفن الرقمي اليوم، وتدل على إدراكه لخطورة بقاء أعماله دون تحكم أو رقابة بعد موته. أراد عامر أن يُطوى إرثه الفني كما عاشه، وفقًا لاختياراته وحدوده الخاصة، لا وفق ما يقرره الآخرون أو ما تمليه خوارزميات الإنترنت.
وقد لاقت وصيته صدى واسعًا لدى جمهوره وزملائه في الوسط الفني، حيث عبّر كثيرون عن احترامهم لرغبته، واعتبرها البعض موقفًا نادرًا في عصر يعج بالبحث عن الشهرة بعد الموت، لا الانسحاب منها.
أغرب وصايا الفنانين قبل الرحيل
وصية أحمد عامر فتحت الباب مجددًا للحديث عن فنانين آخرين اختاروا وداع الحياة بوصايا غير مألوفة، تختلف عن تقاليد الجنازات أو عن النظرة السائدة لما يجب أن يبقى بعد الموت.
الفنان حسين صدقي كان من أوائل الذين صدموا جمهورهم بوصية طلب فيها حرق كل أفلامه بعد وفاته، باستثناء فيلمه الديني “خالد بن الوليد”، وهو ما اعتبره البعض رغبة في التوبة الفنية أو إعادة تعريف إرثه.

أما عبد الحليم حافظ، فرغم جماهيريته الطاغية، فقد أوصى بعدم بيع شقته الكائنة في الزمالك، مفضلًا أن تظل كما هي، وشدد على أن تُقسم ثروته على أشقائه فقط، في دلالة على ارتباطه العاطفي بالمكان والأسرة.
الفنان أحمد فرحات، بطل “سر طاقية الإخفاء”، اختار أن تكون جنازته بسيطة وصامتة، من مسجد عمرو بن العاص، وأوصى أن يُدفن إلى جوار والديه، دون إقامة عزاء أو مظاهر حداد.
أما النجم الكبير نور الشريف، فكانت وصيته مرتبطة بعمل فني. طلب أن يتم عرض مشهد وفاته في مسلسل “عمر بن عبد العزيز” بعد رحيله، لما يحمله المشهد من دلالات إنسانية وروحانية تعكس قناعاته.
الفنانة اللبنانية صباح، كعادتها في الحياة، قررت أن تكون جنازتها استثناءً أيضًا، إذ أوصت أن يكون تشييعها أشبه بيوم فرح، وطلبت أن يُقرع فيها الطبول، وقد تم تنفيذ وصيتها حرفيًا وسط دهشة واحتفاء كبير.

الفنان عامر منيب، بدوره، ترك وصية تحمل جانبًا شخصيًا ومثيرًا للجدل، حيث أوصى بعدم حضور شقيقته جنازته، ما لم تُعد الأموال التي حصلت عليها إلى أصحابها في قضايا أثارت الرأي العام في حينه.
في سياق أكثر إنسانيًا، أوصت الفنانتان إلهام شاهين ورانيا يوسف بالتبرع بأعضائهما بعد الوفاة، تعبيرًا عن رغبتهما في تقديم فائدة للآخرين حتى بعد الرحيل.
أما الموسيقار الكبير فريد الأطرش، فطلب أن يُدفن معه عوده الشهير، الذي يحمل صورته وصورة والدته، في مشهد شاعري يكشف العلاقة العاطفية العميقة بين الفنان وأداته الموسيقية.
تفاعل الجماهير… احترام ودهشة
أثارت هذه الوصايا، وعلى رأسها وصية أحمد عامر، تفاعلًا كبيرًا على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث عبّر الجمهور عن دهشته واحترامه لخصوصية هؤلاء الفنانين واختياراتهم غير التقليدية. البعض رأى في هذه الوصايا تعبيرًا صادقًا عن فلسفاتهم في الحياة، فيما تساءل آخرون عن مدى التزام الورثة بتنفيذ تلك الرغبات، خصوصًا ما يتعلق بالمحتوى الرقمي أو الإرث الفني الذي يبقى متاحًا للعامة.
لكن الأكيد، أن تلك الوصايا، بكل ما تحمله من غرابة أو جرأة أو شاعرية، تكشف جانبًا إنسانيًا دفينًا خلف الأضواء، وتجعل من الموت بالنسبة لهم رسالة ختامية لا تقل أهمية عن حياتهم الفنية.