اكتشاف “أصغر كوكب” على الإطلاق.. عمره 3 ملايين سنة فقط
الترند العربي – متابعات
تمكن علماء من اكتشاف كوكب خارجي “مُولود” قد يساعد العلماء في تفسير كيفية نشوء كوكب الأرض.
وخلال دراستهم، المنشورة في دورية «Nature»، وصف الفلكيون الكوكب بأنه الأصغر الذي يتم اكتشافه حتى الآن.
عمر هذا الكوكب حوالي ثلاثة ملايين سنة، وهو يُعتبر «طفلًا» بالمصطلحات الكونية. إذا تخيلت الأرض ككائن بالغ في الخمسين من عمره، فإن هذا الكوكب سيكون بمثابة رضيع عمره أسبوعان فقط، بالمقارنة.
تم الاكتشاف بواسطة ماديزون باربر، طالبة دراسات عليا في جامعة كارولينا الشمالية في تشابل هيل والمعد الرئيس للدراسة.
الكوكب، الذي يحمل اسمي «IRAS 04125+2902 b» و«TIDYE-1b»، يدور حول نجم سيصبح على الأرجح قزمًا برتقاليًا، يبعد عن الأرض نحو 520 سنة ضوئية، ويدور حول نجمه المضيف كل 8.8 أيام، وتتراوح كتلته بين كتلة الأرض وكتلة نبتون، حيث أنه أقل كثافة من كوكبنا لكنه يمتلك قطرًا أكبر بحوالي 11 مرة من نظيره في الأرض.
رصدت باربر دليلًا على وجود العالم البعيد أثناء عبوره، عندما يمر كوكب بين نجم ومراقبه. يتم اكتشاف معظم الكواكب الخارجية من خلال العبور، حيث يقيس العلماء الانخفاض في سطوع النجم بسبب مرور كوكب أمامه.
وبالفعل، لاحظت باربر «تذبذبات صغيرة» في ضوء النجوم القادمة من النظام، مما يدل على عبور كوكب، وفقًا لما ذكرته ABC News.
وفقًا للدراسة، بينما اكتشف الفلكيون أكثر من اثني عشر كوكبًا يعبر نجومًا تتراوح أعمارها بين 10 ملايين إلى 40 مليون سنة، فإن «الكواكب العابرة الأصغر سنًا ظلت بعيدة المنال».
ويعود ذلك إلى أن الأنظمة الشمسية الناشئة تحتوي على قرص كوكبي أولي يدور حول النجم الشاب، وهو حلقة من المادة التي تتجمع في النهاية لتكوين أجسام سماوية أخرى.
وعادةً ما يحيط هذا القرص بالنجم خلال أول خمسة إلى عشرة ملايين سنة من عمره، مما يمنع الفلكيين من رؤية الكواكب الأصغر سنًا.
ولكن في النظام النجمي الذي يحتوي على TIDYE-1b، فإن القرص الكوكبي الأولي الخارجي في هذا النظام مائل بشكل فريد، كما أن القرص الداخلي depleted، مما يوفر للفلكيين فرصة لرؤية الكوكب.
يقول أندرو مان، أحد مؤلفي الدراسة وعالم الفلك في جامعة نورث كارولينا في تشابل هيل: «هذا الاكتشاف يؤكد أن الكواكب يمكن أن تصل إلى شكل متماسك خلال ثلاثة ملايين سنة. وتضيف أن الأرض استغرقت من 10 إلى 20 مليون سنة لتتكوّن، لذلك فإن هذا الاكتشاف الجديد يساعد في إضافة معلومات حول الكواكب المبكرة.
وتقول ميليندا سواريز-فورتادو، عالمة الفيزياء الفلكية في جامعة ويسكونسن-ماديسون، والتي لم تشارك في البحث: «نحاول أن نشتق من هذه العوالم الأخرى مدى سرعة تكوّن الكواكب في النظام الشمسي المبكر».
يقول الباحثون إنهم واثقون بنسبة 95٪ في قياساتهم للحد الأعلى لكتلة كوكب TIDYE-1b، ويعتقدون أنه قد يكون «سلفًا للكواكب فائقة الحجم.
أضافوا: «نظرًا لأننا لا نملك الكثير من هذه الأنظمة الشابة العابرة التي نعرفها، فإنه من المهم جدًا أن نبحث عن المزيد منها حتى نتمكن من الحصول على صورة أفضل عن كيفية شكل تطور وتكوين هذه الكواكب، بحيث يمكننا فهم أفضل لكيفية تكوّن وتطور موطننا».