قصة أول مطعم في العالم خالي من النفايات “صور”
الترند العربي – متابعات
مع إلقاء 9.5 مليون طن من الطعام كل عام في المملكة المتحدة وحدها، يبحث البريطانيون بشكل متزايد عن طرق لإنقاذ بقايا الطعام وتجنب آثار أزمة المناخ.
الآن، يهدف مطعم عصري في شرق لندن إلى تغيير كيفية تعامل صناعة المواد الغذائية مع حصتها من النفايات الصالحة للأكل، بحيث بات Silo in Hackney أول مطعم خالٍ من النفايات في العالم، فلا يحتوي على سلة مهملات في مطبخه.
ونشرت صحيفة «ديلي ميل» البريطانية تجربة أحد المواطنين، يُدعى جوناثان تشادويك، مع هذا المطعم، وفيه جرّب قائمة تبلغ قيمتها 75 جنيهًا إسترلينيًا، والتي تضم أكلات مثل الخبز المطحون، وفطائر الأرانب البرية.
صاحب هذه الفكرة هو الشيف البريطاني دوجلاس ماكماستر، وقال: «نحن أول مطعم خالٍ من النفايات في العالم، ونهدف إلى ابتكار صناعة الأغذية مع إظهار الاحترام للبيئة، وكذلك احترام طريقة إنتاج الطعام، واحترام التغذية التي نقدمها لأجسامنا».
من خلال الجلوس على البار بطول حافة المطبخ المفتوح للمطعم، يتمكن الزائر ملاحظة ان الطهاة يقشر البطاطس ويضع بقاياه في وعاء بلاستيكي، وبسؤاله «جوناثان» له عن سبب ذلك، أجابه: «جميع قشور الخضار في المطبخ يتم جمعها وطهيها في طنجرة الضغط لتكوين عسل أسود نباتي للأطباق المالحة».
أضاف: «بمجرد صنع العسل الأسود، تتم تغذية الحمأة المتبقية إلى الهاضم الهوائي، حيث يتم استهلاكها بواسطة الكائنات الحية الدقيقة».
ويستخدم المطعم بقايا الطعام الأخرى بطرق ذكية، فعلى سبيل المثال، يتم استخدام بقايا الخبز الطازج لصنع ساندويتش الآيس كريم، وكذلك العجين للزلابية اللذيذة على الطريقة الآسيوية.
في جوهر الأمر، يحوّل المطعم بقايا الطعام المعدة إلى أطباق جديدة تمامًا، على الرغم من أنه لا يصل إلى حد حفظ بقايا الطعام التي لا يأكلها رواد المطعم.
وبصرف النظر عن الطعام، يتم تطبيق مبدأ صفر نفايات بطرق أخرى، بما في ذلك الأثاث والأطباق التي يبدو أنها مصنوعة من مواد معاد تدويرها.، وفي الوقت نفسه، يتم نقل أي منتج يتم تسليمه إلى المكان في حاويات وحاويات قابلة لإعادة الاستخدام.
اضاف الطاهي لـ«جوناثان»: «أوضحنا لموردينا أننا لا نستطيع العمل معهم إذا كان كل شيء ملفوفًا بالبلاستيك. ومن أجل توفير الورق، يتم عرض نسخة ضخمة من القائمة على الحائط بدلًا من طباعتها على أوراق فردية».
وتتضمن قائمة طعام المطعم على 10 وجبات، أبرزها: طبق مزود بخبز Siloaf محلي الصنع، وأخرى عبارة عن سمك البلوق الخام المتبل.
وفي المناسبات النادرة التي يعود فيها الطعام غير المأكول إلى المطبخ، وتتم إضافته إلى جهاز الهضم الهوائي، كما أخبرني رئيس الطهاة.
قال «جوناثان»: «أنا من أشد المعجبين بمفهوم (صفر نفايات)، ولا أرى أي سبب يمنع المطاعم الأخرى من استلهام هذه الأفكار المتاحة داخل هذا المطعم».
أضاف: «المطاعم مذنبة تمامًا مثل الأسر إن لم يكن أكثر، عندما يتعلق الأمر بإلقاء المكونات الجميلة في سلة المهملات كما لو أنها لا قيمة لها».
وختم: «من المؤكد أنه في ظل وجود أكثر من ثمانية مليارات من الأفواه التي يتعين علينا إطعامها، والتحذيرات المستمرة من أزمة الغذاء التي تلوح في الأفق، فيتعين علينا أن نظهر للطعام قدرًا من الاحترام أكبر من ذلك».