ساعة تنسيق = العمر كله
زكي القاضي
من المنطقى للغاية أن نجتهد مع أبنائنا في كل تفاصيل حياتهم، فهم الذين نختار لهم المدرسة ونختار لهم المدرسين في حالة الحاجة للتقوية في مادة ما، هم أنفسهم الأولاد الذين يجب أن نجلس معهم وقت تسجيل الرغبات في تنسيق الثانوية العامة، فالساعة التي سنجلسها مع أبنائنا قبل تسجيل رغباتهم تساوي العمر كله، فعلى أساسها تتحدد الكلية والمجال الوظيفى، وربما العمر كله، لذا فلا نجعل الدافع لتسجيل الرغبات هو المجموع الذى حصل عليه الطالب، بل نجعل الطالب هو الأساس الذى نعتمد عليه في تسجيل الرغبات.
الواقع يقول أن لكل طالب صفاته الخاصة وإمكانياته وقدراته الذهنية والعقلية، فلا داعي أن نضع ما يسمى كليات القمة في مقدمة الرغبات، إذا كان لأبنائنا صفات وقدرات يمكنهم أن يستفيدوا منها في كلية أخرى، وفى ظل التنوع الكامل في الجامعات مابين أهلية وحكومية وخاصة وتكنولوجية، اتسعت مجالات الاختيار، لذا فالدافع الأساسى يجب أن يكون هو الطالب نفسه لا المجموع الذى حصل عليه في الثانوية العامة.
يقينا أن لكل شخص قدراته وصفاته، وهذا لا يقترن بأن طالبا ذكيا أو لديه مهارات، وقد لا يحصل على مجموع كبير في الثانوية العامة، لأن المجاميع تتعلق في المقام الأول بالمنهج وطرق التدريس والتفاعل مع الأسئلة، وكلها ربما مهارات قد لا تناسب شخصا يمتلك قدرات مختلفة، لذى فمن الدين والإنسانية ألا نحكم على أبنائنا من خلال المجاميع، فندفعهم دفعا للكليات الأعلى على حسب المجموع، أو نتركهم دون نصيحة وإرشاد في كيفية الاختيار، لأن الرغبات التي يسجلها الطالب في الموقع الإلكترونى، ربما لها معايير الجغرافيا و التقسيمات، لكنها لا تستطيع قياس قدرة الطالب الذهنية والحياتية.
نحن أعلم بأبنائنا من غيرنا، لذلك فمن الواجب أن نجلس معهم قبل التسجيل لمدة ساعة فقط، نحدثهم حول مجالات العمل، وعن الصفات التي نعتقد أنها تتوفر فيه، ونحدد لهم أقرب الكليات لهم من ناحية القدرات والمهارات، وبعدها نجلس معهم في التسجيل، ولا نتركهم تحت ضغط المجموع فقط.