آراء

ألف ليلة وليلة من الحكي

تركي صالح

ألف ليلة وليلة أو الليالي العربية “في النسخة الإنجليزية” هو مؤلف قصصي يحكي عن زمن في القرون الوسطى وقعت أحداثه في غرب آسيا. جُمع العمل على مدى قرون، من قِبل مؤلفين ومترجمين وباحثين من غرب ووسط وجنوب آسيا وشمال إفريقيا. والغالب أن أحداثه استخلصت من العمل البهلوي الفارسي “ألف خرافة”، والتي بدورها اعتمدت جزئيًا على الأدب الهندي، بالمقابل هناك من يقول إن أصل هذه الروايات بابلي.

ما هو شائع في جميع النُّسخ الخاصة بالليالي هي القصة الإطارية عن الحاكم شهريار وزوجته شهرزاد، التي أدرجت في جميع الحكايات. حيث إن القصص تنطلق أساسًا من هذه القصة، وبعض القصص مؤطرة داخل حكايات أخرى.

وهو عمل ذو شهرة ذائعة وله مكانة خاصة عند دارسي الأدب ومبدعيه. ولعل ولع شاعر الأرجنتين بورخيس بالكتاب فاق كل ولع، واهتمامه به وتصنيفه له بأنه من أنفس الأعمال العالمية يعطي الكتاب أهمية كبرى. كما أن روائي الواقعية السحرية صاحب «مائة عام من العزلة» ماركيز يعتبر «ألف ليلة وليلة» من الأعمال التي أثرت فيه وطورت لديه تقنية الكتابة القصصية.

تعتمد ألف ليلة أساسًا على الحكي باعتباره سلاح المرأة؛ الدرع والرمح في آن واحد، وكما هو انتصار للمرأة فهو انتصار للتبصر وخلق أفق أرحب للفن.

لم يكن موضوعنا بعيدًا عن الدراما ولن يكون، فقد كانت قصص ألف ليلة وليلة من المواضيع الأساسية التي اعتمدت عليها ديزني في تشكيل شخصياتها العالمية التي صدرتها ونسجت عبرها حكايات عابرة للثقافات. ولم يقتصر الأمر على ذلك، فلقد كانت حكايات ألف ليلة وليلة حاضرة في معظم حكايات العالم وإنتاجاته السينمائية الموجهة للأطفال أو الكبار.

وأنا أكتب عن ألف ليلة وليلة وعلاقتها بالدراما كان لزامًا استذكار لقاء “سوليوود” مع صاحب السمو الأمير بدر بن فرحان آل سعود وعبارته الشهيرة “السعوديون هم الأقدر على رواية قصصهم بأنفسهم”، وهي تحفيز للكتاب وأساس للعمل الحقيقي والصحيح والواجب فعله.

فبلادنا وثقافتها تزخر بالحكايات التي هي في الأساس امتداد لحكايات الشرق وسحريتها، وهي مع ذلك تأخذ طابعها الخاص والمميز.

إن الحكي والحكائين هم زاد الفن وعماده، لكن تقنيات الدراما لا تتوقف على ذلك. والأمر الأهم هو في من ينقل القصص ويعطيها ذلك البعد السينمائي الذي يحيي شخصياتها ويأخذهم إلى عالم أرحب. لذا، فنحن نرى «قصصهم) التي تشرب من «قصصنا) تطوف الأرجاء وترتدي أثوابًا تشبههم وتعبر عنهم، فيما قصصنا يلفها النسيان في أرفف المكتبات.

المصدر: سوليوود

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى