آراء

كان لك معايا أجمل حكاية..الست أم كلثوم حالة السلطنة الدائمة

جمال عبد الناصر

لم ولن تأتي مطربة تستطيع صناعة تاريخ غنائي وحالة من العالمية الغنائية مثلما أحدثتها الست أم كلثوم، صاحبة الماركة المسجلة في السلطنة الغنائية للطرب الأصيل والكلمات الرومانسية والألحان الشجية التي تدخلك في حالة من المشاعر التي تتعايش معها حسب حالتك العاطفية، وحتى أغانيها الوطنية كان لها مذاق خاص، وتلهب مشاعر المستمع لها لتحمسه وتدفعه للاعتزاز والانتماء لوطنه ولعروبته .

أغاني الست أم كلثوم تناولت كل الحالات العاطفية ، فلن تجد حالة عاطفية تمر بها إلا وستجد لها اغنية من أم كلثوم، فلوكنت محبا وولهان فسوف تلجأ لأغاني: (سيرة الحب والحب كله وألف ليلة وليلة، وأمل حياتي) وإذا كنت غيورا أو لديك أزمة عاطفية مع من تحب فعليك بسماع “بعيد عنك حياتي عذاب.. متبعدنيش بعيد عنك” أما لو كانت حالتك هجرا وفراقا فسوف تستمع لأغاني من نوعية: كان لك معايا أجمل حكاية ، أو فات المعاد وبقينا بعاد ، وحيرت قلبي معاك.

أغاني الست حالة من السلطنة كما ذكرت ومنها تعلمنا الحب وأخذنا دروسا في كيفية التعامل مع الأحبة ، وكتب لها الكلمات عظماء الشعراء في عصرها ، ولحن لها الأغاني عظماء الملحنين ، فقد كان الشاعر او الملحن الذي يتعامل مع الست أم كلثوم يدخل التاريخ ويصبح عمله علامة مميزة و” تريد مارك ” لأنه دخل في عالم الست أم كلثوم .

كل أغني الست لها مذاق خاص وبصمة خاصة ولفة تواصل خاصة أيضا ، وبالمناسبة إيقاع بعض الأغاني الخفيفة التي غنتها أم كلثوم في بعض الأفلام كانت سابقة لعصرها لحنا وأداء ، واليوم يمر ذكرى رحيل فاطمة إبراهيم السيد البلتاجي المعروفة بـ “أم كلثوم” وكوكب الشرق، وأيقونة الطرب في الوطن العربي، التي كانت حياتها الفنية مليئة بالأعمال المميزة حيث بدأت الغناء وهى طفلة صغيرة مع والدها في الموالد والأفراح، وفي عام 1922 انتقلت إلى القاهرة، وكونت أول تخت موسيقى لها في عام 1926.

أم كلثوم ولدت في 31 ديسمبر 1898 بقرية “طماي الزهايرة” في محافظة الدقهلية المصرية، كانت نقطة انطلاقتها عندما تعرفت على الشاعر أحمد رامي ثم الملحن محمد القصبجي، بدأ محمد القصبجي في إعداد أم كلثوم فنيا ومعنويا مشكلًا لها فرقتها الخاصة، وأول تخت موسيقى يكون بديلا لبطانة المعممين التي كانت معها دائما، عندما شنت روز اليوسف والمسرح هجوما على بطانتها، لعل هذا ما جعل أباها يتخلى عن دوره كمنشد وينسحب هو والشيخ خالد، بعد ذلك بعام تقريبا خلعت أم كلثوم العقال والعباءة وظهرت في زي الآنسات المصريات، وعام 1928 أصدرت مونولوج  “إن كنت أسامح وأنسى الآسية” والذي حقق لها شهرة كبيرة،  لتشارك بصوتها في فيلم “أولاد الذوات” عام 1932.

ثم التحقت أم كلثوم بالإذاعة المصرية عند إنشائها عام 1934، وهى أول فنانة دخلت الإذاعة، وشاركت في عدة أفلام ثم تفرغت بعدها للغناء فقط، ومن أهم الأغاني “أنت عمري، الأطلال، حب إيه ، ألف ليلة وليلة، وللصبر حدود” وقدمت العديد من الأغنيات الوطنية، وفى فترة السبعينيات عانت من التهاب الكلى حيث سافرت إلى لندن للعلاج، حتى توفيت يوم 3 فبراير عام 1975.

المصدر
اليوم السابع

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى